اختار الناقد صدوق نور الدين، بعد تمرس بمعاول النقد، " عنوانا إشكاليا لأول عمل تخييلي له، على شكل رواية وهو " الكوندليني" الصادرة عن "دار النايا" بدمشق. وتتقاطع في هذه الرواية تجربة الذات والآخر في سياق روائي فكري على السواء، إذ من الملفت الجمع في هذا النص بين البعد الساخر الهزلي وشبه الجاد، حيث تحضر شخصية المؤلف بقوة ضمن العمل وكأن الأمر يتعلق بسيرة ذاتية دون أن تكونها. وقد اختار الكاتب صدوق نور الدين لروايته الأولى، عنوانا من كلمة واحدة، تثير فضول القارئ، حيث يتبادر إلى الذهن سؤال الهوية من هو "الكوندليني". ومن ضمن ما ورد على الغلاف الأخير للرواية نجد أن " الكوندليني...شخصية داخل الذاكرة خارج النسيان. من هنا بدأ التفكير. ولأني أجهدت نفسي في العثور على الشخصية الملائمة لهذه الرواية الثالثة، فلم أعثر على سواه. إنه من يصلح لأن يكون الشخصية التي تصاحبني على امتداد سنة كاملة. فقد فكرت أن أصاحبه إلى كل الأمكنة التي أتردد عليها.كما قررت كتابة حياته، تماما كما أخبر حيوات آخرين ممن قرأت عنهم على الأقل كي يصبح الإسم متداولا في أكثر من منبر". وأمام هذه الحيرة التي يضع فيها الروائي القارئ يستطرد " قد يظن ، يعتقد بأن الكونديليني شخصية مجهولة ..وأني مسؤول عن إخراج ملفها من أرشيف النسيان إلى ذاكرة الحاضر كما مر. إلا أن الواقع يكذب المزاعم والظنون". للكاتب والناقد صدوق نور الدين مجموعة من الكتب من جملتها "عبد الله العروي والحداثة" و"سير المفكرين الذاتية" و"السرد والحرية" و"الرواية العربية وانغلاق الدائرة".