للمرة الثانية على التوالي، وعن دراسة نقدية بعنوان "الهوية..والسيمولاكر/ عن تجربة الأنستليشن في التشكيل العربي المعاصر"، فاز الناقد التشكيلي المغربي ابراهيم الحَيْسن بالرتبة الثانية لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، التي تنظمها وتشرف عليها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة. وقد نال الجائزة الأولى الناقد السوداني محمد عبد الرحمن عن دراسة مماثلة بعنوان "فضاءات التعدد والاختلاف في الفن التشكيلي العربي المعاصر"، فيما آلت الرتبة الثالثة للباحثة التونسية سلوى العايدي عن دراسة عنونتها ب "ومن الحروفية كانتماء - المراجع الجمالية والبصرية لأعمال محجوب بن بيلا في فترة الثمانينات". كما أوصت لجنة التحكيم بمنح الباحث الجمالي محمد بن حمودة من تونس جائزة لجنة التحكيم التي تقضي بطباعة بحثه "التشكيل العربي المعاصر على محوري المزامنة والمعاصرة". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد الناقد ابراهيم الحَيْسن بأن جائزة الشارقة "مناسبة لخلق حراك تشكيلي عربي متخص يقوم بالأساس على تطوير وتفعيل آليات النقد التشكيلي والجمالي ببلداننا العربية". وقال الناقد، إنه يَعتبر الفوز بهذه الجائزة، التي يهديها إلى كل التشكيليين المغاربة، تحفيزا آخر سيضعه أمام امتحان التجربة ومضاعفة الجهود وتعضيدها للارتقاء بالقادم من أبحاثه النقدية نحو أفق أوسع. كما أشاد بالحياد المطلق لأعضاء لجنة التحكيم تجاه الأبحاث التي درستها وراجعتها. يشار إلى أنه تم الإعلان الرسمي عن أسماء النقاد الفائزين بالجائزة في حفل أقيم الخميس الماضي بفضاء مجاور للمتحف البحري بمنطقة الخان بالشارقة، وذلك في أعقاب اختتام ندوة "جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي"، التي تنظمها وتشرف عليها إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة والمركز العربي للفنون. وشارك في هذه الندوة نقاد وباحثون في المجال التشكيلي، وهم بالإضافة إلى الفائزين، النقاد فريد الزاهي (المغرب) و عبد الكريم السيد (فلسطين)، وياسر المنجي ومحمد مهدي حميدة (مصر). وفي كلمة افتتاحية للندوة أبرز عبد الله العويس، مدير عام دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة "فرادة الجائزة في المجال البحثي"، واصفا إياها ب"الرائدة والوحيدة في الوطن العربي التي تولي اهتمامها للبحث وقضايا التنظير التشكيلي، إذ أسهمت في اكتشاف العديد من الأسماء النقدية الشابة لتأخذ مكانها بين مصاف الباحثين العرب الراسخين، وهو ما يعزز دور الجائزة في رفد الساحة التشكيلية بالنقاد الجدد". من جهته أشار هشام المظلوم، مدير إدارة الفنون بالدائرة، إلى أن هذه الجائزة تععببر عن الرغبة في النهوض بالتنظير والكتابة في مجال الفنون التشكيلية على المستوى العربي"، معلنا أن موضوع الجائزة في دورتها المقبلة هو "المفاهيمية في الفن التشكيلي العربي". وفي كلمة باسم لجنة التحكيم، التي ضمت النقاد فريد الزاهي وزينات البيطار وياسر المنجي، أكد فريد الزاهي أن الجائزة "مكسب وتراكم يساهم في خلق خطاب نقدي تشكيلي عربي جديد وواسع الانتشار بوسعه مضاهاة وتجاوز ما نشر في الساحة الفنية العربية منذ سنوات". يشار إلى أن الناقد ابراهيم الحَيْسن سبق له الفوز خلال الدورة الثانية لهذه الجائزة النقدية الأكاديمية المقامة عام 2009 عن دراسة نقدية بعنوان "أوهام الحداثة في الفن التشكيلي المغربي"، وفي رصيده عدد مهم من الكتابات المحكمة حول الفن التشكيلي ومؤلفات في الثقافة الشعبية والتراث الإثنوغرافي الحسَّاني. وللحيسن مؤلفات ودراسات في النقد منها "رقصة الكدرة/ الطقوس..والجسد" وغيرها.