أكد المشاركون في ورشة عمل حول "التمثيل السياسي للنساء"، المنعقدة على هامش المنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا، اليوم الأربعاء بطنجة، أن النساء الإفريقيات مدعوات للتخلص من هيمنة "المعيقات الثقافية" إذا كن يردن فرض أنفسهن على نحو أفضل في المشهد السياسي لبلدانهن، والمشاركة بفاعلية في تدبير الشأن العام. واعتبر المتدخلون أنه يتعين على النساء الإفريقيات أن يثقن في قدراتهن ويتسلحن بإرادة حقيقية تمكنهن من تمهيد الطريق على الساحة السياسية، والمشاركة بنشاط في صنع القرار في بلدانهن. وأبرز المشاركون في هذا المنتدى، الذي ينعقد من 8 إلى 11 مارس الجاري بمدينة البوغاز، تعاون المجتمع المدني في معركة المساواة السياسية التي تخوضها النساء، مضيفين أن الوقت قد حان بالنسبة لهؤلاء النسوة لتنظيم أنفسهن والانخراط في منظمات غير حكومية. وأضافوا أن مساهمة هذه المنظمات تتم وفق ما هو منتظر منها لأنها تمكن النساء من التكوين وتغطية مجالات عمل متنوعة، ملاحظين أن المجتمع المدني يظل رافعة استراتيجية للولوج الفعلي للمرأة للمجال السياسي. وذكروا، على سبيل المثال، حالة الكاميرون حيث ارتفع عدد المستشارات البلديات بشكل كبير بفضل، على الخصوص، النشاط الذي تبذله المنظمات النسائية. ومن أجل تحسين الوضعية السياسية للمرأة، دعا المشاركون إلى إحداث آليات ملائمة كفيلة بضمان تمثيلية المرأة في الحياة السياسية، خاصة داخل الجماعات المحلية. كما انتقدوا الأحزاب السياسية التي يتعين عليها، حسب رأيهم، أن تضطلع بدورها بفاعلية وتدمج المزيد من النساء داخل هيئاتها السياسية. ويهدف المنتدى، الذي يضم أزيد من 650 مشاركا، إلى اعتماد مخطط للعمل في إطار شبكة بين النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا، يدمج الحوار السياسي والتواصل وتبادل الخبرات وتعزيز القدرات وأنشطة التضامن على صعيد القارة. وتندرج هذه المبادرة في إطار تفعيل التوصيات الصادرة عن الدورة السابقة من منتدى المدن الإفريقية "أفريسيتي" المنعقد بمراكش في دجنبر 2009، الذي دعا إلى إحداث شبكة للنساء المنتخبات في إفريقيا.