أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي، أمس الثلاثاء بمدينة طنجة، أن جعل المرأة فاعلة في الخيارات السياسية التي تحدد مستقبل العالم، وخاصة بالقارة الإفريقية، يعتبر الرهان الاستراتيجي بالنسبة للنساء. وأضافت الوزيرة، في كلمة خلال افتتاح المنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن "الرهان الاستراتيجي بالنسبة للنساء اليوم يتمثل في أن يصبحن فاعلات، إلى جانب الرجال، في الخيارات السياسية التي ستحدد مستقبلنا جميعا عبر العالم وخاصة بالقارة الإفريقية، فضلا عن طموحاتنا في تحقيق التنمية". وأعربت السيدة الصقلي عن اعتقادها بأن القضية الاستراتيجية ذات الأولوية لمواجهة مشاكل التنمية تتمثل في تقاسم أفضل للسلطة وإرساء شراكة بين النساء والرجال لرفع تحديات مكافحة الفقر والأمية التي ما زالت النساء تعانين منها، للأسف، في المجتمعات الإفريقية. واعتبرت أن دينامية المساواة تعد اليوم في جميع المجتمعات عاملا للرفع من الأداء والابتكار والتقدم والتنمية المستدامة وبالتالي لتحقيق الثروة، وهو ما من شأنه الدفع بالاقتصاد العالمي وتحقيق التنمية البشرية لساكنة المعمور، داعية إلى التعبئة من أجل وضع الدفاع عن حقوق النساء في صلب النقاشات وجعل دينامية المساواة "محركا" لعالم جديد، أكثر عدالة وإنسانية وتضامنا. واستعرضت السيدة الصقلي، من جهة أخرى، الانجازات التي حققها المغرب في مجال النهوض بحقوق المرأة وضمان المساواة بشكل عام، لاسيما في مجال القيادة النسائية ومكانتها في تدبير الجماعات المحلية، مذكرة بتعيين 7 وزيرات و 10 سفيرات وانتخاب 35 امرأة بالبرلمان المغربي وانتخاب 3428 امرأة بالجماعات المحلية عبر التراب الوطني. ويشارك في المنتدى الأول للنساء المنتخبات المحليات بإفريقيا، الذي تنظمه منظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية بإفريقيا تحت شعار "الألفية من أجل التنمية والحكامة الرشيدة : دور ومسؤوليات القيادة النسائية" إلى غاية 10 مارس الجاري، أزيد من 650 مشاركة ومشارك من بلدان إفريقية ومنظمات عالمية تعنى بقضايا النساء. بدوره، شدد رئيس منظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية بإفريقيا السيد تارايا أولي كوريس على الالتزام الراسخ لهذه الهيئة القارية لتحقيق أهداف الألفية خاصة ما يتعلق بالمساواة بين الجنسين وتمكين النساء، مبرزا أن إحداث شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا تعتبر أولوية ضمن برامج خطة العمل الثلاثية التي اعتمدتها هذه المنظمة. وسجل أولي كوريس، في كلمة تليت نيابة عنه، التقدم الحاصل في مجال تمكين النساء بالقارة الإفريقية بفضل الإرادة السياسية وسن تشريعات ذات صلة، مشيرا إلى أن عددا من البلدان الإفريقية اعتمدت أدوات تشريعية وتنظيمية تعزز مشاركة النساء في المجال السياسي. بالمقابل، اعتبر أن حضور المرأة في المشهد السياسي والرفع من تمثيليتها في الهيئات التدبيرية للشأن المحلي أضحى حاجة ملحة للنهوض بأوضاع النساء في القارة الإفريقية على غرار باقي بلدان العالم، مثمنا في هذا الإطار إحداث منظمة الأممالمتحدة للنساء التي ستعمل على إسماع صوت المرأة على الصعيد الدولي. من جانبها، أكدت رئيسة منظمة الأممالمتحدة للنساء السيدة ميشال باشيلي على دور القيادة النسائية والمشاركة في تدبير الشأن المحلي في إعطاء دينامية للتنمية المحلية، مشيدة في السياق ذاته بتجربة المغرب الذي يعتبر من بين البلدان الرائدة في مجال تعزيز دور المرأة على مستوى الحكامة. وسجلت المسؤولة الأممية، في كلمة تلتها بالنيابة عنها المسؤولة عن مكتب شمال إفريقيا للمنظمة السيدة ليلى رحيوي، ارتفاع التمثيلية النسائية السياسية على المستوى الكمي في بعض البلدان الإفريقية، غير أنها شددت على دور المجتمع المدني في ما يتعلق بالرفع من الجوانب النوعية من خلال مساهمته في المرافعة من أجل المساواة المبنية على النوع الاجتماعي. كما دعت إلى تبني مقاربة شمولية من خلال الاستجابة لمتطلبات المساواة وتعزيز دور المرأة في التدبير المحلي، داعية إلى تمكين المرأة من ولوج الفضاءات العمومية والمساهمة في الحكامة المحلية وتدبير المدن التي تعتبر فرصا لتحقيق الاستقلالية وتعزيز القدرات. ومن جانبها، أبرزت السفيرة المفوضة فوق العادة المكلفة بالقضايا العالمية للمرأة بوزارة الخارجية الأمريكية السيدة ميلان فيرفير أن أهمية المنتدى تكمن في إتاحته الفرصة للنساء لتبادل قصص نجاحهن في المشاركة السياسية والتواصل وإحداث شبكات لتمكينهن من تجميع طاقاتهن وتوحيد جهودهن. وأضافت السيدة فيفير، في كلمة مسجلة عبر الفيديو، أن النساء الإفريقيات يساهمن بفعالية في تحريك الدورة الاقتصادية للبلدان عبر الرفع من الدخل الفردي والعمل على خفض معدلات الفقر، فضلا عن حضورهن المتزايد في المشهد السياسي. ويشكل المنتدى مناسبة لفتح نقاش حول مكانة مساهمة الجماعات المحلية الإفريقية في تحقيق أهداف الألفية من أجل التنمية، وخاصة ما يتعلق بالنهوض بالمساواة بين الجنسين. وتطمح المملكة من خلال تنظيم هذه التظاهرة إلى تشجيع القيادة النسائية بإفريقيا وهي التجربة التي أعطت ثمارها بالمجتمع المغربي، لتبرز بالتالي الطابع التقدمي لمدونة الأسرة التي منحت للمرأة المكانة التي تستحقها داخل المجتمع من خلال المساواة مع الرجل، الأمر الذي يعتبر عنصرا رئيسيا لتحقيق التقدم والنمو.