أكدت مجموعة التفكير الأمريكية متعددة التخصصات، "هادسون أنستيتيوت"، المختصة أساسا في القضايا العسكرية والاستراتيجية والقانونية والعلاقات الدولية، اليوم الأربعاء، أنه بينما تهب رياح الثورة على المنطقة العربية وشمال إفريقيا على وجه التحديد، فإن المغرب يظل "مستقرا بشكل ملحوظ". وسجل هذا المعهد في تحليل له حول الانتفاضات الشعبية وتغيير الأنظمة الذي تشهده حاليا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنه "ينبغي الإشارة إلى أنه في الوقت الذي اهتزت فيه بعض حكومات شمال إفريقيا، ظل بلد عربي مستقرا بشكل ملحوظ: إنه المغرب". وأوضح كاتب هذا التحليل، أحمد الشراعي، عضو مجلس إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، وهو معهد للأبحاث يتخذ من واشنطن مقرا له، أن آلاف المغاربة تظاهروا، كما هو الحال في باقي بلدان المنطقة، "غير أن الفرق بالنسبة للمغرب يكمن في الإصلاحات التي جرى اتخاذها منذ عشر سنوات، من طرف جلالة الملك محمد السادس، على المستويين السياسي والسوسيو-اقتصادي". وأوضح "هادسون أنستيتيوت" أن المغاربة حاضرون في الفضاء العام كما يتمكنون من مناقشة الأفكار، لاسيما بفضل وجود فضاءات للتعبير والمعارضة السياسية المنهجية، مشيرا إلى أنه بخلاف مصر وتونس أو ليبيا، حيث لقي عشرات الأشخاص حتفهم، "كانت المظاهرات في المغرب سلمية على العموم". وأكد المعهد أنه "سيتم تفعيل العقد الاجتماعي الجديد، الذي يوجد على السكة في المغرب، ضمن إطار توافقي، وكذا تاريخي ونموذجي"، مبرزا في هذا الصدد، اختلاف السياقات السياسية والسويو - اقتصادية الموجودة بين مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكانت مجموعة التفكير الأمريكية، قد أكدت مؤخرا، أن المملكة المغربية تتميز باستقرار "فريد" وسط محيطها الإقليمي، و"بطابع عريق تنفرد به". وأوضح المعهد في تحليل حول التغييرات القوية التي تشهدها بعض الدول العربية، أن "بعض العوامل المساعدة على الاستقرار في المغرب لا مثيل لها في المنطقة"، مسجلا أن "تاريخ الملكية المغربية يرتبط بشكل وثيق بالنسيج الثقافي للبلاد، مما يمنحها مشروعية لا مثيل لها ضمن بيئتها". وكان معهد "هادسون أنستيتيوت" قد أكد أنه إلى جانب هذا الميزة "الفريدة"، قام المغرب بالعديد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية "التي من شأنها تشكيل مصدر إلهام لحكومات أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يبدو أنها تفضي لتحقيق الأهداف المرجو بلوغها". وبعد التأكيد على "العطف الخاص" الذي يحيط به جلالة الملك الأشخاص المعوزين، إلى جانب الجهود الحثيثة الهادفة إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية، ثمنت مجموعة التفكير الامريكية الدور المتنامي لمختلف مجموعات حقوق الإنسان ضد التجاوزات بمختلف أنواعها وإحداث الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة.