أكد منتدى وزاري دولي، اليوم السبت في برلين، أن الفلاحة الغذائية أضحت، في الوقت الراهن، تواجه تحديات كبرى على المستوى العالمي، منها ارتفاع حدة المنافسة و عدم استقرار الأسعار و الإكراهات المناخية، كموجات الجفاف والفيضانات التي تشهدها مناطق عديدة في العالم بسبب ظاهرة التغيرات المناخية. وأضاف وزراء فلاحة ومسؤولو منظمات دولية، في حلقة للنقاش جرت في إطار المعرض الدولي (الأسبوع الأخضر) المنعقد في العاصمة الألمانية، أنه ما إن انقشعت سحب الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي هزت العالم سنة 2008، حتى وجدت البلدان نفسها داخل نفق أزمة جديدة ناجمة عن ارتفاع أسعار مواد الفلاحة الغذائية، ومنها القمح بعد قرار روسيا وقف تصديره إثر موجة الجفاف التي شهدتها السنة الماضية. وشارك في النقاش وزراء الفلاحة من كل من ألمانيا و المغرب وكندا و كينيا و أوكرانيا و فرنسا بصفتها، الرئيس الحالي لقمة مجموعة 20، إلى جانب رئيس المنظمة العالمية للتجارة و المندوب الأوربي في الفلاحة. وقال السيد أخنوش إن ضمان استقرار أسعار منتوجات الفلاحة الغذائية يؤمن للدول النامية استقراها السياسي، مضيفا أن ارتفاع حجم إنفاق هذه الدول على المواد الغذائية يؤثر بشكل مباشر على خططها التنموية وعلى مجهودها في إنشاء الهياكل التحتية الضرورية وعلى مبادراتها لمحاربة الفقر. وأشار باسكال لامي، المدير العام للمنظمة العالمية للتجارة، إلى أن الأزمة الناجمة عن ارتفاع الأسعار مردها أيضا إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك وازدياد عدد السكان، كما هي ناجمة عن تحويل بعض المواد الفلاحية، كالحبوب (الذرة) مثلا، إلى إنتاج المحروقات، مشيرا إلى أن نسبة 13 في المائة من هذه الحبوب ستحول سنة 2019 إلى إنتاج محروق ( الإيثانول). ومن جهته، قال وزير الفلاحة الفرنسي برونو لومير، إن المنتوج الفلاحي مسألة استراتيجية على الصعيد الدولي، وأن مؤتمر مجموعة 20 وضعه في قمة المواضيع ذات الأولية، تماما كما هو الشأن بالنسبة للمضاربات المالية وانتشار الأسلحة النووية، وغيرها من المواضيع الحساسة.(يتبع) وأشار وزير الفلاحة الفرنسي إلى أن هناك منطلقات للتفكير تذهب في اتجاه المطالبة بشفافية أكثر في ما يتعلق بالمخزونات، لأن غياب الوضوح في هذا الشأن يزيد من حدة المضاربة في الأسواق، مطالبا بتحسين سياسات التخزين لتلافي مخاطر الندرة في المواد الفلاحية الغذائية. وأضاف أن هذه المنطلقات تتضمن أيضا تنسيق السياسات على المستوى الدولي وتقنين الأسواق الفلاحية. وشكل حضور المغرب في حلقة النقاش هذه، التي تدارست موضوع "التجارة وتأمين الغذاء العالمي : مسألة دولية و إقليمية و محلية"، لحظة قوية في سياق المشاركة المغربية في المعرض الدولي (الأسبوع الأخضر)، كما يدل اختيار المغرب، إلى جانب بلدان قلائل لمناقشة موضوع من هذا الحجم، على وجاهة الاختيارات التي اعتمدتها المملكة ورسخت مكانتها كفاعل دولي في المجال الفلاحي يحظى بالاحترام. من جهة أخرى، واصل الزوار الألمان، لليوم الثاني، قدومهم بكثرة إلى الرواق المغربي، الذي تعرض فيه 28 تعاونية منتوجاتها الفلاحية الغذائية. ووقع الاختيار على التعاونيات لتمثيل المغرب في هذا المعرض الدولي الكبير، انسجاما مع توجهات المملكة، التي يعكسها مخطط (المغرب الأخضر) الذي يستهدف خلق التعاونيات الفلاحية وتجميع جهودها وتوحيد مقارباتها ضمن هياكل تعاونية كبرى، تمكن صغار المنتجين والمقاولات الصغرى والمتوسطة والتجار، من رفع تحدي ترسيخ مكانة منتوج الفلاحة المغربية في الأسواق الخارجية. يذكر أن وزارة الفلاحة والصيد البحري وفدرالية التعاونيات الألمانية (رايفآيزن فرباند)، وقعا أمس تصريحا أكدا فيه أن مجال التعاونيات ينبغي أن يحظى بمكانة أساسية في إطار التعاون الثنائي المغربي الألماني، كما شددا على إرادتهما في تفعيل هذا التعاون في المشاريع الثنائية في المجالات الفلاحية و تربية المواشي.