تم رصد غلاف مالي بقيمة 9ر550 مليون درهم لإنجاز 599 مشروعا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة فاس، وذلك منذ سنة 2005 وهي السنة التي أطلقت فيها هذه المبادرة. وقد شملت هذه المشاريع، التي يبلغ معدل إنجازها حوالي 90 في المائة، ساكنة يصل تعدادها 600 ألف نسمة، وفقا للأرقام الصادرة اليوم الخميس عن عمالة فاس، بمناسبة اليوم الإعلامي الذي خصص لتقديم حصيلة 2005-2010 لهذا الورش المجتمعي الكبير واستعراض سبل تعزيز قدرات الفاعلين المحليين المعنيين بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وهمت هذه الاستثمارات، التي بلغت مساهمة صندوق دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها 66ر310 مليون درهم، ستة مشاريع في إطار برنامج مكافحة الفقر في الوسط القروي (35ر5 مليون درهم)، و336 مشروعا ضمن برنامج مكافحة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري (41ر274 مليون درهم)، و75 مشروعا في إطار برنامج مكافحة الهشاشة الاجتماعية (4ر149 مليون درهم) و182 مشروعا في إطار البرنامج الأفقية (74ر121 مليون درهم). وبخصوص برنامج مكافحة الفقر في الوسط القروي، فقد تم إنجاز جميع المشاريع المخطط لها. واستهدفت مباشرة ساكنة يصل تعدادها 19 ألف 200 شخص، وهمت بالأساس تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية والتنشيط الاجتماعي والثقافي والأنشطة المدرة للدخل. أما المشاريع المنجزة في إطار مكافحة الاقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري فقد شملت ساكنة تبلغ 540 ألف نسمة، واستفادت من خدمات تحسين الولوج التجهيزات الأساسية وإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية، والخدمات الصحية، وترميم الملاعب الرياضية والأنشطة المدرة للدخل. وبخصوص برنامج مكافحة التهميش الاجتماعي، فقد همت المشاريع التي كانت مبرمجة على الخصوص بناء وتجهيز مراكز الاستقبال، والتوجيه والإدماج، وبناء وإعادة تأهيل مراكز التكوين، ودعم الجمعيات التي تسير مراكز الحماية الاجتماعية وتعزيز القدرات. واستفاد البرنامج الأفقي من مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بلغت قيمتها 36ر49 مليون درهم، خصصت لإنجاز 130 مشروعا من أصل ال` 182 المبرمجة، وهمت دعم الأنشطة المدرة للدخل، والولوج إلى الخدمات والتجهيزات الأساسية، وتقوية قدرات الفاعلين المحليين، والتنشيط الاجتماعي والرياضي والثقافي والتكوين وتنظيم القوافل الطبية. وقال والي جهة فاس بولمان عامل عمالة فاس السيد محمد غرابي بالمناسبة، أنه فضلا عن الآثار المباشرة لمشاريع المبادرة، فإنها مكنت مختلف الفاعلين المحليين من تكريس ثقافة جديدة للتنمية البشرية، مشيرا إلى أن من بين إنجازاتها الكبرى خلال خمس سنوات من تنفيذها بولاية فاس، مراكمة حقيقية للخبرات المحلية في مجالات التنمية الاجتماعية، والحكامة الجيدة، وتكريس روح الثقة لدى الساكنة ووضع قاعدة بيانات شاملة لمشاكلها الحقيقية. كما تميز هذا اللقاء بعرض حصيلة المخطط الإقليمي للتكوين وبناء القدرات، الذي أطلق قبل ثمانية أشهر بعمالة فاس، وهو أول مخطط لتعزيز مؤسسات تدبير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وذلك بشاركة مع مشروع "سند" للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.