أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى ، اليوم الاثنين أن معظم الدول العربية قطعت أشواطا متقدمة في مجال حماية الطفل سواء على المستوى المؤسسي أو التشريعات والقوانين ، فضلا عن مشاركة المجتمع المدني في الاهتمام بأوضاع الأطفال . وأضاف موسى في كلمة ألقيت بالنيابة عنه من قبل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ، السيد الشاذلي النفاتي ، خلال افتتاح أشغال المؤتمر العربي الرابع رفيع المستوى لحقوق الطفل بمراكش ، المنظم على مدى يومين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن المنطقة العربية تعد من بين أفضل مناطق العالم التي حققت انجازات ملموسة في بلوغ مستوى من التقدم للطفولة في مجالي الصحة والتعليم . وأوضح أن جامعة الدول العربية تطمح وتتطلع الى المزيد من الانجازات والارتقاء ببرامج الطفولة لتصل الى طفولة آمنة ومستقبل أكثر إشراقا ، مشيرا الى أن التقييم المرحلي للخطة العربية الثانية للطفولة ، يشدد على ضرورة ايلاء العناية للمواضيع ذات الصلة بتنشئة الطفولة في اطار منظومة القيم العربية وتأكيد الهوية العربية الأصيلة وانتمائها الراسخ لأمة ظل جوهر قيمها قائم على الانفتاح والتسامح والقبول بالآخر . وأبرز السيد عمرو موسى أن انعقاد هذا المؤتمر بالمغرب تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ،هو تأكيد على انشغال المملكة المغربية واهتمام جلالة الملك بالطفل العربي ودعمه وحرصه على حماية حقوقه وتلبية احتياجاته وتوفير البيئة الصحية لنمائه وتطويرها في ظل تمازج خلاق يجمع بين الحداثة والأصالة والمعاصرة. ومن جهته، ألح السيد ابراهيم الزروق الشريف ، أمين اللجنة الشعبية العامة للشؤون الاجتماعية بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى التي تترأس القمة العربية، على أهمية ايلاء المزيد من الاهتمام لرعاية الطفولة وحمايتها من الازمات والتوترات الناجمة عن صراع الحضارات والثقافات وعن تأثير العولمة السلبي في شخصية الاطفال بالعالم العربي المعاصر. ودعا الى التفكير سويا ودراسة وتشخيص واقع المؤسسات التربوية بالعالم العربي بحكم ما يقع عليها من مسؤولية كبرى في تنشئة الأطفال، مع العمل على معالجة سلبيات هذه المؤسسات وتعديل مساراتها وتقويم السياسات ذات العلاقة، حتى تتمكن من تربية الناشئة على تحمل المسؤولية واحترام القوانين واحترام الآخر وتقدير المصلحة الوطنية . ومن جانبها، أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية السيدة ماجدة المصري أن واقع حقوق الطفل العربي شهد تطورا ملحوظا وملموسا خلال العقد الأخير، إذ أخذت أجندة حقوق الطفل اهتماما متصاعدا في جميع الدول العربية ، ليس فقط من قبل الحكومات وإنما أيضا من طرف المجتمع المدني، مشيرة الى أنه إذا كان الاهتمام بالطفل والطفولة اهتمام بحاضر المجتمع ومستقبله ، فإن حماية هذا الطفل من التحديات والمخاطر التي يتعرض لها، يشكل عاملا أساسيا ومهما في تكوين شخصيته ومساعدته على التفاعل السوي مع كل المحيطين به من أسرته وبيئته ومجتمعه في ظل متغيرات وتحديات كثيرة. وأوضحت السيدة ماجدة المصري أن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية يشكل عقبة كبرى أمام النهوض بواقع الشعب الفلسطيني بكل فئاته ومن ضمنها الأطفال، وتعتبر العائق الرئيسي أمام تطبيق وتنفيذ الخطط والبرامج وتفعيل المواثيق والاتفاقيات وفي مقدمتها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، بالنظر الى انتهاكاتها لحق الاطفال وأسرهم. أما الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح رئيسة لجنة شؤون المرأة بدولة الكويت، التي تترأس قمة التنمية ، فأبرزت من جانبها ، في كلمة ألقيت بالنيابة عنها ، أن هذا المؤتمر يهدف الى تعزيز استراتيجية الطفولة العربية وتقوية الشراكة العربية للارتقاء بأوضاع هذه الفئة من المجتمع، معربة عن أملها في أن يشكل لقاء مراكش نبراسا ينير الطريق لوضع الخطوات والسياسات الواجب اتخاذها للتوصل الى أفضل السبل في ايجاد الحلول المتاحة لقضايا الطفولة العربية المعاصرة وتحقيق التنمية المستدامة . ودعت المؤسسات المعنية بالتنمية الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني الى الاضطلاع بدورها المأمول لتحقيق الأهداف التنموية للألفية التي اعتمدتها الحكومات العربية في مجالات الحقوق الانسانية للأطفال وتهيئة الظروف المناسبة لرعايتهم واعدادهم وتأهيلهم . ومن جهة أخرى، ركزت كلمات أطفال عدد من الدول العربية على بعض الحقوق والتوصيات التي يجب أن يأخذها مؤتمر مراكش بعين الاعتبار والتي تهم على الخصوص الحق في التعليم والاستفادة من التكنولوجيات الحديثة والعمل على تعيين مرشد نفساني داخل المؤسسات التعليمية وتوفير مكتبات مجانية للأطفال . تجدر الإشارة الى أن هذا المؤتمر يهدف الى الوصول الى تحيين وتحسين مؤشرات أهداف مخطط العالم العربي للطفولة للخمس سنوات المقبلة مع تجديد انخراط والتزام الدول العربية في مجال تفعيل حقوق الطفل وتقوية الآليات العربية من خلال تعزيز أواصر الشراكة مع المجتمع المدني مع ضمان مشاركة فاعلة للشباب والأطفال سواء تعلق الأمر بمراحل التخطيط أو بمراحل التنفيذ والتقييم. وخلال هذا المؤتمر، الذي يتميز بمشاركة عدد من الوزراء العرب المكلفين بالطفولة وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية العاملة في هذا المجال ، سيتم عرض نتائج العديد من الدراسات والتقارير تتعلق بالخصوص بالآليات المؤسساتية المتعلقة بالطفولة على مستوى مختلف الدول العربية، والتشريعات العربية الخاصة بالطفل، ونتائج الدراسة المتعلقة بتقييم مدى تفعيل توصيات دراسة الأممالمتحدة المتعلقة بالقضاء على العنف والاستغلال الجنسي للأطفال، ومشروع الاستراتيجية العربية لوقاية وحماية الأطفال من الإدمان، ومشروع الاستراتيجية العربية لحماية الأطفال من الانحراف ومن الآفات.