شهدت سنة 2009 تواصل تعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا، عموما، والأندلس بشكل خاص، بهدف فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي، ولكن أيضا من أجل البحث عن أسواق كفيلة بإضفاء طابع تكاملي على اقتصاديات البلدين. - بقلم توفيق الناصري - ففي الوقت الذي اختارت فيه باقي المناطق الإسبانية، خلال السنة التي نودعها، الاستمرار في إيفاد البعثات التجارية الرامية إلى استكشاف الفرص الجديدة للأعمال بالمملكة، عمدت حكومة الأندلس المستقلة إلى تنظيم معرض هام خصص لهذا الغرض.
فعدا عن تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة والجهة الأندلسية، تمثل الهدف من تنظيم معرض الأندلس-المغرب (29 شتنبر إلى فاتح أكتوبر 2009 بالدار البيضاء) في البحث عن صيغ جديدة للشراكة، قادرة على تكريس التكامل بين الاقتصاديين في عالم يتميز بالترابط والعولمة.
وسيتم إيلاء أهمية خاصة لقطاعات النشاط التي تمكن المغرب والأندلس من التوفر على اقتصادين متكاملين، وذلك بالأساس من خلال وضع شراكات جديدة من شأنها تخويل الولوج إلى أسواق جديدة على المستوى العالمي.
ويشهد اختيار الأندلس للمغرب من أجل تنظيم هذا المعرض الأول من نوعه بالخارج، على الأهمية التي توليها هذه الجهة الإسبانية لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع المغرب.
وهناك دليل آخر على هذا الاهتمام، يتمثل في الزيارة الأولى إلى الخارج التي قام بها السيد خوسي أنطونيو غرينان بصفته رئيسا جديدا للحكومة المستقلة لجهة الأندلس، بمناسبة معرض الأندلس-المغرب.
وكانت الحكومة الأندلسية قد أوضحت في بيان، أن هذه الزيارة تعكس إرادتها "في تدعيم علاقاتها مع المغرب، البلد الذي يكتسي أولوية في عملنا الخارجي وأهمية بالنسبة للنهوض بالمقاولات الأندلسية".
هذا الحدث الهام، الذي ضم أزيد من 200 مؤسسة وعارضا أندلسيا، يمثلون مختلف القطاعات الواعدة، من بينها التكنولوجيات الحديثة للاتصال، والطاقة والبيئة، والبحث والابتكار، والصناعة الغذائية والفلاحة والبناء.
كما تميز بتنظيم مؤتمرات و ورشات قطاعية وموائد مستديرة، تتمحور حول الفرص الحديثة للتبادل والاستثمار بين المملكة والأندلس.
وتشهد الارقام، دون شك، على كثافة العلاقات الاقتصادية بين المغرب والأندلس، الجهة الأندلسية التي تستحوذ على 17 بالمائة من مجموع المبادلات التجارية بين المملكة وإسبانيا.
وارتفعت الصادرات الأندلسية نحو المغرب ب87 بالمائة بين 2004 و2008، لتنتقل من 284 إلى 532 مليون أورو، في الوقت الذي انتقل فيه عدد المقاولات المرتبطة بعلاقات مباشرة ومنتظمة مع المغرب، من 309 إلى 752.
وأكد المغرب والأندلس، اللذان يحفزهما هذا التطور الهام، خلال 2009 ، إرادتهما في أن يصبح تعاونهما الثنائي نموذجا يحتدى، ليس فقط على المستوى الاقتصادي، ولكن أيضا المؤسساتي والسياسي والثقافي.