استأثرت قضية الوحدة الترابية للمملكة وتواصل فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إلى جانب مجموعة من المواضيع الوطنية والدولية، باهتمام الصحف الوطنية الصادرة اليوم الثلاثاء. وهكذا، أبرزت الصحف أن برقية ديبلوماسية، نشرها موقع (ويكيليكس) الإلكتروني، أكدت أن غالبية سكان الصحراء يؤيدون المخطط المغربي للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، مبرزة الفرق بين "تنافس سياسي حقيقي" يسود جنوب المغرب، و"النظام الذي تقيمه (البوليساريو) على الطريقة الكوبية". وجاء في هذه الوثيقة - تضيف الصحف - أن "عددا كبيرا من المقابلات والمصادر المستقلة تعتبر أن الهدف الرئيسي لغالبية الصحراويين يتمثل في المزيد من الحكم الذاتي بدل تقرير المصير"، مشيرة إلى أن ما يدل على ذلك هو معدل المشاركة "المعتبر" الذي تم تسجيله خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة. في سياق متصل، أوردت الصحف الوطنية مضمون مقال نشرته صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية ، أول أمس الأحد ، جاء فيه أن "عددا متزايدا" من الصحراويين اختاروا العودة إلى المغرب مخاطرين بحياتهم، فرارا من جحيم تندوف، مستنكرة ظروف العيش "المزرية" والحرمان اللذين تعاني منهما الساكنة المحتجزة بالمخيمات على التراب الجزائري. وأوضحت أن هذه الصحيفة الأمريكية ، واسعة الانتشار ، كتبت أن أزيد من 1500 شخص فروا هذه السنة من مخيمات تندوف للالتحاق بالأقاليم الجنوبية، "التي استثمر فيها المغرب كثيرا بغية ضمان استقرارها الاقتصادي، وضمان الشغل والتعليم لساكنتها". من جهة أخرى، تناقلت الصحف قرار لجنة التنسيق الوطنية المنظمة ل"مسيرة التحرير"، بخصوص تحديد يوم السبت المقبل، موعدا لانطلاق هذه المسيرة نحو مدينة مليلية المحتلة، بغية المطالبة بجلاء الاحتلال الإسباني عن هذا الثغر الواقع شمال المغرب. في نفس الإطار، تطرقت الصحف لتنظيم مجموعة من جمعيات المغاربة المقيمين بإسبانيا ، أول أمس الأحد ، لوقفة احتجاجية أمام مقر وكالة الأنباء الإسبانية (إفي) بمدريد، بغية التنديد بالتضليل الإعلامي المكشوف وتزييف الحقائق من قبل بعض وسائل الإعلام الإسبانية تجاه المغرب وقضاياه العادلة. وأوردت في نفس الإطار، خبر تنظيم العديد من جمعيات المغاربة المقيمين بألميرية (جنوبإسبانيا)، أول أمس الأحد، وقفة احتجاجية للتعبير عن استنكارها للحملة الإعلامية التي تشنها منابر إعلامية إسبانية ضد المغرب. كما شهدت مدينة أوتاوا - حسب الصحف - تنظيم مظاهرتين سلميتين لدعم مغربية الصحراء أمام سفارتي الجزائروإسبانيا، وللتنديد بحملة التضليل والممارسات غير المهنية لبعض وسائل الإعلام الإسبانية التي تحاول بكل السبل الإساءة إلى سمعة المغرب والمساس بوحدته الترابية، على إثر الأحداث التي عرفتها مدينة العيون مؤخرا. ثقافيا، حظي المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العاشرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، باهتمام جل الصحف الوطنية التي أبرزت أن احتفاء الدورة بالسينما الفرنسية، هو تكريم لتاريخ مدرسة إبداعية استطاعت على مدى أزيد من قرن من الزمن الحفاظ على تألقها وسحرها الدائمين. وتحت عنوان "المهرجان الدولي للفيلم بمراكش محطة كونية لتكريم قيم المحبة والتسامح"، أشارت يومية 'الحركة' إلى أن افتتاح هذه التظاهرة السينمائية العالمية، التي تروم تعزيز قيم الحوار الكوني، وترسيخ مبادئ التسامح والتعايش العالمي بين مختلف شعوب العالم عبر نافذة الفن السابع، شهد عددا من الفقرات الراقية التي كان أبرزها تكريم أول مدير للمهرجان، الراحل دانيال توسكان دوبلانتيي. من جهتها، وتحت عنوان "الدورة العاشرة للمهرجان تحتفي بالعربي الدغمي ومحمد عبد الرحمان التازي"، أوضحت يومية 'الصباح' أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي كرم أول أمس الأحد، الممثل الأمريكي الكبير جيمس كان، بعد تخصيصه تكريما للسينما الفرنسية، سيحتفي اليوم بالذاكرة السينمائية المغربية من خلال تكريم الراحل العربي الدغمي والمخرج محمد عبد الرحمان التازي. في سياق آخر، سلطت الصحف الوطنية الضوء على فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، التي تتناول دور الدبلوماسية الدينية والثقافية في خدمة الأمن والسلام العالميين، مشيرة إلى أن المداخلات الافتتاحية للدورة التي تحمل إسم "علال الفاسي"، أبرزت أهمية إرساء سبل الحوار والتفاعل بين مختلف المرجعيات الدينية والثقافية على قاعدة الانتماء إلى الأسرة الإنسانية الواحدة والتصدي لنزوعات الهيمنة والسعي إلى إلغاء الآخر. في الشأن الرياضي، واصلت الصحف استعراض الدلالات القوية لتتويج فريق الفتح الرباطي بطلا لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بفوزه المستحق، يوم السبت الماضي، على فريق النادي الرياضي الصفاقسي 3-2 في المباراة النهائية إياب. دوليا، شكلت تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان، إلى جانب تطورات أزمة الكوريتين ونشر موقع (ويكيليكس) وثائق سرية أمريكية، أبرز المواضيع الدولية التي تطرقت لها اليوميات الوطنية.