أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية و التعاون، السيدة لطيفة أخرباش، أن المغرب جعل من توثيق علاقاته مع الاتحاد الأوربي " اختيارا استراتيجيا واضحا". وقالت السيدة أخرباش في قمة منظمة الأمن و التعاون الأوربية المنعقدة في أستانة، عاصمة خازخستان، إن المغرب "جعل من توثيق علاقاته مع الاتحاد الأوربي اختيار استراتيجيا واضحا، حيث تمكن بفضل إصلاحات ديموقراطية و اقتصادية و اجتماعية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و بشراكة وثيقة مع المجتمع المدني، من الحصول على الوضع المتقدم" من الاتحاد الأوربي. و أضافت كاتبة الدولة، التي تمثل المغرب في هذه القمة على رأس وفد هام، أن المغرب يجري، في إطار علاقة الشراكة هذه، حوارا سياسيا حول حقوق الإنسان، وملتزم إزاء الجانب الأوربي بمحاربة الهجرة غير الشرعية و الإرهاب و تهريب البشر، على الخصوص. و أبرزت أن المغرب،" الذي يتصرف انطلاقا من قناعته الراسخة بأن تعزيز الديموقراطية و دولة القانون هما أحسن ضمان لاستقرار و أمن الدول، يعتبر أن احترام الوحدة الترابية و السيادة الوطنية للدول، شرطان أساسيان لترسيخ السلم و الاستقرار"، مشيرة إلى أنه " في عالم مترابط، كعالمنا اليوم، فإن استقرار الدول على أساس قيم و مبادئ الديمقراطية يشكل ضمانا لأمننا الجماعي". و أشارت السيدة أخرباش إلى أن المغرب يجدد، بمناسبة انعقاد هذه القمة، التأكيد على انخراطه الفعلي في كافة مجالات التعاون التي حددتها منظمة الأمن و التعاون الأوربية، بما فيها البعد التوسطي، في ميادين الهجرة و التنمية و إشاعة التسامح وحماية البيئة و محاربة الإرهاب والاتجار في البشر. و أكدت أنه في غياب مقاربة إقليمية و جهوية لمكافحة الإرهاب و الآفات عبر الوطنية، فإنه لا سبيل لمواجهة التهديدات و المخاطر، التي تلقي بظلالها على أمن و استقرار فضاء منظمة الأمن و التعاون الأوربية، و المناطق الواقعة في جواره. و شددت السيدة أخرباش، في هذا السياق، على قناعة المغرب الراسخة بالضرورة الملحة للبناء المغاربي، الذي هو مطلب شعبي، و خيار استراتيجي، و فرصة ثمينة للاندماج و التنمية المشتركة، و قيمة مضافة لتعزيز الأمن في الضفة الجنوبية للمتوسط.