نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مساء أمس الاثنين بمدينة سلا ندوة حول " دور الأغنية الوطنية في ترسيخ ثقافة المواطنة". وأبرز عدد من المشاركين خلال هذه الندوة التي نظمت بتعاون مع المنتدى المغربي للإبداع وإنعاش الذاكرة الوطنية إسهامات المبدعين والفنانين في مواكبة ملاحم الكفاح الوطني، وإذكاء جذوة الحماس والتعبئة ، ونشر الثقافة الوطنية في مختلف الأوساط من أجل نصرة قضايا الوطن المقدسة وإرساء أسس مجتمع متضامن، تواق للتقدم والازدهار. أوضحوا أن هذه الندوة التي نظمت احتفاء بالذكرى ال55 لعيد الاستقلال المجيد تندرج في إطار المبادرات الهادفة إلى توثيق الأبحاث المتصلة بالذاكرة التاريخية، واستحضار القيم الوطنية التي تطفح بها ملحمة العرش والشعب من أجل الحرية والاستقلال والوحدة. وفي هذا السياق أوضح السيد لكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، خلال هذه الندوة التي حضرها على الخصوص عامل عمالة سلا السيد العلمي الزبادي وعدد من المنتخبين ورجال الفن والأدب، أن الأغنية الوطنية شكلت إطارا لمضامين إنسانية ووطنية مفعمة بالحماس وروح الغيرة والشهامة وكل القيم النبيلة التي تشحد الهمم وتحرك العزائم والإرادات من أجل الاصطفاف والدفاع عن حوزة الوطن وقضاياه العادلة في الحرية والانعتاق والوحدة الوطنية. وأضاف أن الرصيد الفني إبان فترة الحماية ظل محفزا لعدة أجيال إبان الاستقلال في العمل الكشفي والرياضي والجمعوي والتربوي والثقافي والسياسي مشيرا إلى أن هذه الندوة تأتي تقديرا لأسرة الفن والإبداع ، وتشكل مناسبة لاستعادة بعض من الأغاني الوطنية الخالدة وروادها الذين تغنوا بحب الوطن والوطنية. وبعد أن أبرز دلالات الملاحم الوطنية التاريخية التي قدم فيها المغاربة الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن الوطن دعا الأجيال الصاعدة إلى التزود بالعبر والقيم التي تختزنها هذه المحطات الكفاحية الوطنية، أشار إلى أن أهل الفن والإبداع كانوا دائما في جبهة الدفاع عن القيم الوطنية إلى جانب أسرة المقاومة والتحرير وجيل الشباب . ومن جهته أوضح السيد الحسين أبو ريكة رئيس المنتدى المغربي للإبداع وإنعاش الذاكرة الوطنية أن هذه الندوة تهدف إلى التعريف بالأمجاد الوطنية واستحضار دلالاتها ، والعمل على نشر قيم الوطنية وإشاعتها في صفوف الناشئة والأجيال الصاعدة من أجل إرساء أسس روح وثقافة المواطنة التي بدونها لا يمكن نجاح أية مشاريع تنموية. وأشار إلى أن جيل الاستقلال الذي قاوم الاستعمار ببسالة منذ اندلاع ثورة الملك والشعب اغترف من معين الأغنية المغربية التي ساهمت في سمو ذوقه الجمالي والفني والإنساني من جهة ، وفي إذكاء روح المقاومة والمواطنة لديه من جهة ثانية.وقد تميز هذا الحفل بتقديم فقرات غنائية شكلت نماذج الأغنية الوطنية الملتزمة إضافة إلى إلقاء قصائد شعرية تتغنى بقيم الوطنية وتمجد وتستحضر دلالات الملاحم والمناسبات الوطنية التي ترصع تاريخ المغرب الحديث.وقد عرف الحفل تكريم الباحث الموسيقي الأستاذ عبد العزيز بنعبد الجليل تقديرا لعطاءاته الأكاديمية في حقول الموسيقى ، خصوصا عمله الجبار المتمثل في توثيق باقة من الأناشيد الغنائية وفق التدوين العلمي والضوابط الموسيقية. كما تم تسليم شواهد تقديرية للفنانين والأساتذة المشاركين في تنشيط هذا اللقاء.