(من مكتب طرابلس) اختتمت قمة إفريقيا الاتحاد الأوروبي، عشية اليوم الثلاثاء، أشغالها بالمصادقة على وثيقتين أساسيتين، هما مشروع إعلان طرابلس وخطة العمل الاستراتيجية المشتركة للفترة 2011. وحدد إعلان طرابلس التوجهات العامة والخطوط العريضة لتصور الطرفين بخصوص قضايا الشراكة بينهما "باعتبار أن الشراكة بين إفريقيا والاتحاد الإفريقي إحدى العلاقات الأكثر دواما وباعتبارها ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للجانبين". كما حدد الإعلان مواقف الطرفين من القضايا التي تضمنها جدول الأعمال؛ ومنها على الخصوص قضايا الاندماج الإقليمي وتنمية القطاع الخاص والعلوم والطاقة والتغيرات المناخية والأمن والسلام والحكامة وحقوق الإنسان والهجرة والتنقل والتشغيل. أما خطة العمل الاستراتيجية فقد نصت على ضرورة تعزيز الحوار السياسي والتنسيق بين الجانبين على مستوى رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، وعلى تعزيز وتيرة ونطاق وفعالية حوارهما القطاعي السياسي، وذلك على المستويين الوطني والإقليمي. كما نصت الوثيقة على ضرورة تعزيز التعاون بين الجانبين في إطار الأممالمتحدة والمؤسسات المالية الدولية، وغيرها من المحافل الدولية، كما دعت إلى تعزيز التنسيق بين الهيئات والمؤسسات الإفريقية والأوروبية. ونصت الخطة الاستراتيجية المشتركة من جهة أخرى على تشكيلة المنظومة المؤسسية الاستراتيجية لإفريقيا والاتحاد الأوروبي وحددت ترتيب عملها، ممثلة على الخصوص في فرقة الخبراء المشتركة، وفريق العمل المشترك الإفريقي–الاتحاد الأوروبي. واستعرضت الخطة الخطوط العريضة لتمويل الاستراتيجية المشتركة لإفريقيا- الاتحاد الأوروبي على أساس أنها ستستخدم في توجيه برمجة الأدوات القائمة، ومواصلة كلا الجانبين لجهودهما من أجل ترجمة تعهدات لشبونة بالتعامل مع إفريقيا كقارة إلى واقع ملموس، كما نصت على تشكيل آليات دعم تكميلية لبعض الاحتياجات المحددة كالدعم الفني. ودعت الوثيقة في الختام إلى إقامة شراكة مرتكزة على الشعوب من خلال دعم المشاركة البرلمانية النشيطة، ومشاركة المجتمع المدني الفاعلة بغية تعزيز شراكة ذات قاعدة عريضة وواسعة النطاق. يذكر أنه مثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أشغال هذه القمة الوزير الأول السيد عباس الفاسي الذي ترأس وفدا يتكون على الخصوص من كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد محمد أوزين والكاتب العام للوزارة السيد يوسف العمراني وسفير المغرب بالجماهيرية الليبية مولاي المهدي العلوي وسفير المغرب بأثيوبيا السيد عبد الجبار ابراهيم، فضلا عن المفتش العام للوزارة السفير محمد أزروال. وقد تميزت مشاركة السيد عباس الفاسي في هذه القمة بتلاوة الخطاب الملكي السامي الموجه إلى المشاركين في هذا المحفل الأوروبي-الإفريقي، وكذا بعقد لقاءات ثنائية مع عدد من رؤساء الوفود والمسؤولين الأفارقة والأوروبيين المشاركين في هذه القمة.