انتهز الفاعلون في القطاع السياحي الوطني عقد حوالي ألف من مسؤولي وكالات الأسفار والمنعشين السياحيين الألمان لمؤتمرهم السنوي بأكادير لتأكيد عزم المغرب على استقطاب هذه السوق التي تتسم بدينامية كبيرة على الصعيد العالمي. وأكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد ياسر الزناكي، أن "المغرب يعمل، بشكل نشيط ودينامي، خلال السنين الأخيرة، من أجل النهوض بوجهته على صعيد القارة الأوروبية، وخاصة في ألمانيا"، وأن "إجراءات تطوير وتحسين الخدمات ستتواصل وستتعزز أكثر". وأبرز الوزير في هذا الشأن، أهمية احتضان أكادير لمؤتمر (دوتشر رايس فيربان)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو المؤتمر الذي يعد "أهم موعد سنوي لفاعلي ومهنيي قطاع السياحة في ألمانيا". وأضاف أن "هذا المؤتمر يشكل بالنسبة لنا فرصة سانحة لاستعراض المؤهلات السياحية للمدينة، والجهة والمغرب بشكل عام، أمام وكالات الأسفار والمنعشين السياحيين والصحافة الألمانية". وأوضح السيد الزناكي أن السوق الألمانية عرفت تراجعا منذ الثمانينيات التي سجلت توافد نحو 200 ألف سائح ألماني، خاصة إلى أكادير، موضحا أن معيار نوعية الخدمات يعد عاملا حاسما في هذا الشأن. إلا أن هذا الوضع عرف تحسنا حاليا، يضيف الوزير، حيث سجل عدد السياح الوافدين زيادة بنسبة سبعة في المئة خلال السنة الجارية بالرغم من انعكاسات الأزمة الإقتصادية، وذلك بفضل حملة تحسيس وتواصل مدعومة، وإطلاق شركة الخطوط الجوية الملكية لرحلات مباشرة إلى مراكشوأكادير انطلاقا من المدن الألمانية الرئيسية، والتحسين المضطرد للخدمات الفندقية والسياحية. وأكد أن هذه الإجراءات ستتعزز بهدف تلبية احتياجات السائح القادم من هذه السوق الأوروبية الهامة، التي تعد من الأسواق الرائدة على الصعيد الدولي. وبالمناسبة، استعرض مسؤولو المكتب الوطني المغربي للسياحة، وشركة الخطوط الجوية الملكية، والمكتب الوطني للمطارات، وكذا والي جهة سوس-ماسة-درعة، أمام المهنيين الألمان، المحاور الكبرى لإستراتيجية تنمية السياحة بالمملكة والوسائل المسخرة لإقامة شراكة مثمرة مع المنعشين السياحيين الألمان. ويشكل المؤتمر السنوي للفيدرالية الألمانية لوكالات الأسفار، حسب المجلس الجهوي للسياحة، "رافعة أساسية" وفرصة كبيرة لمدينة أكادير بشكل خاص والمغرب بصفة عامة، من أجل تحقيق إقلاع هذه الوجهة في سوق الأسفار الألماني، علما أن الفيدرالية تمتلك سلطة القرار على مستوى السوق السياحي الألماني الذي يعد المصدر التقليدي الأول للمحطة البحرية الأولى بالمغرب، ويمكن لها أن توصي ببرمجة الوجهة في غالبية وكالات الأسفار.