طالبت منظمة غير حكومية إسبانية، اليوم الجمعة بمدريد، بفتح تحقيق حول قضية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي تم اختطافه واعتقاله من قبل "البوليساريو". ودعت المنظمة غير الحكومية الإسبانية "جمعية النساء الصحراويات من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان بإسبانيا"، خلال ندوة صحفية اليوم بمدريد، إلى فتح تحقيق لإلقاء الضوء على مصير مصطفى سلمة الذي كان يتقلد منصبا ساميا بشرطة "البوليساريو"، قبل أن يتم اختطافه منذ أزيد من ستين يوما من قبل ميليشيات لكونه كان يرغب في شرح المقترح المغربي لمنح الحكم الذاتي للصحراء للسكان الصحراويين المحتجزين بتندوف كحل واقعي لإنهاء هذا النزاع. ويندرج هذا النداء الذي وجهته المنظمة غير الحكومية الإسبانية في إطار الحملة الدولية للتضامن مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، التي تم إطلاقها مؤخرا بإسبانيا بمبادرة من المنظمتين غير الحكومتين الأمريكيتين "فري ماي فاميلي نوو" و"ليدر شيب كانسل فور هيومن رايتس". وتتوخى هذه الحملة التضامنية، المنظمة بمبادرة من المنظمتين غير الحكومتين الأمريكيتين "فري ماي فاميلي نوو" و"ليدر شيب كانسل فور هيومن رايتس"، تحسيس الرأي العام الإسباني والدولي بوضعية مصطفى سلمة ولد سيدي مولود الذي اختطفته ميليشيات "البوليساريو" بمباركة جزائرية بسبب التعبير عن آرائه السياسية بشكل حر بشأن النزاع حول الصحراء. وخلال هذه الندوة الصحفية، المنظمة من قبل هاتين المنظمتين الامريكيتين غير الحكومتين و"جمعية النساء الصحراويات من أجل الديموقراطية وحقوق الإنسان بإسبانيا"، تمت دعوة الحكومة الإسبانية ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بإسبانيا إلى القيام بتدخل عاجل للضغط على كل من "البوليساريو والجزائر" من أجل الإفراج الفوري عن مصطفى سلمة ولد سيدي مولود. ومن جهة أخرى، دعت عايشة رحال رئيسة "جمعية النساء الصحراويات من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان بإسبانيا" وسائل الإعلام الإسبانية إلى التزام الحياد والموضوعية لدى تناولها للمواضيع المرتبطة بالنزاع في الصحراء والاعتماد على مصادر موثوقة والتأكد من مصداقية الأخبار والصور قبل نشرها. ومن جانبه، ندد كارميلو فرناندو الناطق باسم "جمعية النساء الصحراويات من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان بإسبانيا" بانحياز وسائل الإعلام الإسبانية التي لم تتورع عن نشر صور مزيفة للإساءة إلى المغرب. وذكر كارميلو بأن الصحافة الإسبانية ادعت أن تفكيك مخيك كديم إيزيك خلف مقتل آلاف من الأشخاص دون التأكد من ذلك، مبرزا أنه كان يتعين على وسائل الإعلام الإسبانية أن تتساءل "لماذا لم تتوصل من قبل أولئك الموالين للبوليساريو بصور تؤكد هذه الادعاءات الكاذبة?". ومن جهته، أعرب محمد الشيخ رئيس لجنة العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود عن استغرابه لتجاهل وسائل الإعلام الإسبانية لقضية مصطفى سلمة الذي لم يرتكب أي ذنب سوى استخدام حقه في حرية الرأي والتعبير. وأكد أن من مسؤولية إسبانيا العمل من أجل إطلاق سراح مصطفى سلمة من خلال الضغط على كل من الجزائر و"البوليساريو"، مناشدا المنظمات غير الحكومية الإسبانية الانضمام إلى العديد من المنظمات الدولية في العمل من أجل الكشف عن مصير مصطفى سلمة ولد سيدي مولود. وبعد أن أشار إلى أن قضية مصطفى سلمة أضحت تحظى بتأييد العديد من منظمات المجتمع المدني في العالم، أعرب محمد الشيخ عن قلقه تجاه وضعية شقيقه الذي يتعرض لكافة أشكال التعذيب والتهديد من أجل الضغط عليه للعدول عن مواقفه الداعمة لمخطط الحكم الذاتي باعتباره السبيل الوحيد والجدي لإنهاء النزاع حول الصحراء. وفي هذا الصدد، أكد إسماعيلي مولاي سلمة ولد سيدي مولود والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود أن إبنه الذي لم يرتكب أي ذنب سوى استعمال حقه في حرية الرأي علانية عن تأييده للمقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة، مناشدا المنظمات غير الحكومية المهتمة بحقوق الإنسان إلى مساعدته على الكشف عن مصير ابنه. وفي هذا الاطار، أبرز والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود أن المقترح المغربي بمنح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة، الذي يحظى بقبول المواطنين الصحراويين، لقي ترحيبا من قبل المجتمع الدولي ومنظمة الأممالمتحدة. وذكر والد مصطفى سلمة ولد سيدي مولود بأن البوليساريو" عمد، في محاولة لتجنب الضغط الدولي وبأوامر من الجزائر، إلى الإعلان يوم سادس أكتوبر الماضي بشكل كاذب عن إطلاق سراح ابنه الذي مايزال معتقلا في مكان مجهول. وأشار إلى أن آخر المعلومات التي توصلت بها عائلة مصطفى سلمة تفيد بأن هذا المناضل الصحراوي يعاني حاليا من إصابة في ساقه بعد تعرضه، خلال محاولة للفرار من مكان احتجازه، لإطلاق النار من طرف حراسه وهو ما يؤكد "المعاملة الوحشية التي يتلقاها إبنه من طرف ميليشيات البوليساريو". وفي هذا السياق، حمل الجزائر و"البوليساريو" مسؤولية تدهور الحالة الجسدية والنفسية لمصطفى سلمة ولد سيدي مولود جراء التعذيب الجسدي والضغط النفسي اللذين تمارسهما عليه ميليشيات "البوليساريو" والسلطات الجزائرية في محاولة لإرغامه على التراجع عن الاراء التي عبر عنها حول دعمه لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب.