شكل موضوع " لغة التدريس وتدريس اللغات" محور اللقاء البيداغوجي الثامن الذي نظمه المنتدى الوطني للتعليم الجامعي والبحث العلمي يومي 24 و 25 فبراير الجاري بمراكش، وذلك لتسليط الضوء على دور البحث العلمي في مسألة اللغة في جميع أبعادها. كما يروم هذا اللقاء العمل على تشخيص علمي دقيق لهذه المشاكل تمكن من إعطاء اقتراحات لحلول ناجعة وجذرية لها، اعتبارا للمشاكل العميقة والمعقدة التي يواجهها التدريس في المغرب بسبب تنوع اللغات المستعملة، خاصة في ما بين المرحلتين الجامعية وما قبلها من جهة، وإلى واقع تدريس اللغات وتداولها على العموم، من جهة أخرى. وحسب منظمي هذه التظاهرة العلمية، فإن وظيفة لغة التدريس لا تقتصر على إيصال مادة معرفية إلى التلاميذ أو الطلبة، ولا إلى نشر بحوث علمية مختصة، كما لا يقتصر دور تدريس اللغات على تمكين الطالب من متابعة دراساته في المرحلة الجامعية فحسب، بل الهدف يكمن في انشاء جيل قادر على التواصل بكفاءة ودقة من أجل اكتساب المعارف المستجدة بسرعة ويسر، واستعمالها في ما ينفع الصالح العام . وأضافوا أن ارتفاع مستوى المعارف المطلوب في تأهيل المواطن لأداء الوظائف الحديثة أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الطلب على التعليم العالي، مشيرين الى أن توسيع القاعدة المستهدفة بالتعليم العالي يقتضي خيارا لغويا واضحا وثابتا يتأرجح بين اعتماد لغة سائدة لدى عموم المواطنين، مما يتعين مع أن يصاحب هذا الخيار مجهود في الترجمة والتأليف والاصطلاح والمعيرة وتوفير أدوات أخرى، أو اعتماد لغة أجنبية التي يتعين حينها نشر تعليمها على نطاق واسع. وأشاروا الى أن التنمية الاقتصادية تستلزم القدرة على تزويد الطلاب خصوصا، والمواطنين عموما، بمعارف علمية وتقنية هامة، قابلة للتطوير والتحديث، وذلك تماشيا مع سرعة تطور المعارف الهائلة، مبرزين أن هذه القدرة بدورها رهينة بالتمكن من لغة تتوفر فيها المعارف المستجدة، لغة واسعة الانتشار، ولا يمثل تعلمها تكلفة باهظة. وقد تمحورت أشغال هذا اللقاء ، حول مواضيع همت على الخصوص ، اللغة والتنمية، ولغة التدريس والمشاكل البيداغوجية المرتبطة بها، وتدريس اللغات ..واقعها والتجارب الدولية في تعليم اللغات الأجنبية.