وجه حزب التقدم والاشتراكية مذكرة لأحزاب اليسار الإسبانية يسائلها فيها حول انحرافات بعض وسائل الإعلام الإسبانية في تغطيتها لأحداث العيون. وأثار الحزب في هذه المذكرة انتباه الأحزاب اليسارية الإسبانية إلى "الانحرافات غير المقبولة لبعض وسائل الإعلام الإسبانية المفروض فيها أن تكون مستقلة ، تعبيرا منها عن رغبة في إلحاق الأذى بالمغرب وشعبه اللذين تربطهما مع الدولة والشعب الإسبانيين الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك". كما حذر الحزب، في هذه المذكرة التي توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منها اليوم الأربعاء، من استغلال "ورقة المغرب" كرهان انتخابي بإسبانيا، مؤكدا أن "استغلال أحداث العيون من قبل بعض وسائل الإعلام الإسبانية، بعيدا عن الإلتزام بأخلاقيات المهنة، أظهر مرة أخرى مع الأسف، كم أن "ورقة المغرب" مستعملة في السياسة الداخلية الإسبانية كرهان انتخابي يتسم بالمزايدة والديماغوجية". وانطلاقا من متانة العلاقات التي تجمعه بهذه القوى السياسية ، التي ترفع مثل التحرر، والتي تعمل بشكل يومي من أجل الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية المستدامة والعدالة الاجتماعية، أكد حزب التقدم والاشتراكية أن استغلال "ورقة المغرب" يندرج في إطار "توجه رجعي يتعين على كل ديمقراطي التنديد به لكونه يؤسس للإفتراء في العلاقات بين شعبينا كأداة للتواصل ويسيئ للمستقبل" . وقال الحزب: "كونوا على يقين، أصدقاءنا الأعزاء، أننا نحترم حرية أي كان في أن يكون له تحليل أو موقف حول هذه القضية أو تلك، سواء كان ذلك مطابقا أو غير مطابق للموقف الذي ندافع عنه باسم المصلحة العليا لشعبنا ووطننا، كما هو الشأن بالنسبة لقضية الصحراء المغربية". وأضاف أنه "لا يمكن أن يصل الأمر بأي أحد منا ومنكم إلى حد إثارة الحقد واللاتسامح، من خلال اعتماد خلط وإفتراءات وأخبار مغلوطة تجاه شعب برمته، كلما كان ذلك يسمح بخدمة الإنحياز التام لأطروحات خصوم المغرب، دون إفساح أي مجال لصوت العقل لإقرار الحقيقة في نطاق احترام الأخلاق التي يجب أن تواكب بالضرورة الممارسة المشروعة للحريات والقواعد الأخلاقية التي بدونها تنزلق حرية الصحافة بشكل خطير نحو الإنحياز والتضليل". ووجه حزب التقدم والإشتراكية من خلال هذه المذكرة نداء من أجل "تحكيم العقل والحفاظ على المستقبل المشترك لشعبينا اللذين هما ، وراء خصوصياتهما بل والإختلافات بينهما، مدعوان إلى أن يواجها بشكل مشترك، وليس بالإبقاء على الرؤى التنازعية المتجاوزة والشعبوية، التحديات العديدة لبناء مستقبل مشترك والتي تأخذ بعين الإعتبار التكامل بين بلدينا ومصلحتهما المشتركة، سواء في ما يخص العلاقات الثنائية المزدهرة والمفيدة لكليهما، أو بالنسبة للعمل الحضاري لبناء علاقات مثمرة بين أوروبا وإفريقيا وفي الفضاء المتوسطي.