تحتضن مدينة أليكانتي (شرق إسبانيا) حاليا المعرض المتنقل "جسور ` بوينتيس : المناظر والهندسة المعمارية في المغرب وإسبانيا". ويتوخى هذا المعرض الذي يقام بمقر "مؤسسة فراكس لالفاس ديل بي" بمدينة أليكانتي إلى غاية يوم 29 فبراير القادم أن يكون "جسرا للتعارف والتفاهم والتقارب بين الاسبان والمغاربة". وتضم هذه التظاهرة الثقافية مجموعة كبيرة من الصور التي التقطت في المغرب وإسبانيا وذلك بهدف المساعدة على تعريف أفضل بهذين البلدين من خلال مناظرهما الطبيعية. ويقترح المعرض على الزوار جولة في المشهد المعماري في المغرب وإسبانيا حيث يمكن اكتشاف التراث المشترك بين البلدين والذي يتميز بالخصوص بالتراث الأندلسي والحضور الاسباني خلال الحماية في المناطق الحضرية بالاضافة إلى الهوية المعمارية لكلا البلدين وتأثيرات تاريخهما المشترك في مجال الهندسة المعمارية. ويضم هذا المشروع الثقافي الطموح مجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية التي التقطت في المغرب وإسبانيا من خلال ستة محاور رئيسية. ويتعلق الأمر، بمواضيع "المناظر الطبيعية من أجل التواصل" و"المناظر الحضرية" و"المناظر الطبيعية الساحلية" و"المناظر الداخلية" و"المناظر بالمدن " و"المناظر بالاحياء". وحسب المنظمين، فإن هذا المعرض المتنقل، الأول من نوعه في مجال المناظر والهندسة المعمارية ، يندرج في إطار الشراكة الثقافية بين المغرب وإسبانيا ويشكل جزءا من البرنامج الثقافي للرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي.. وكان المعرض قد فتح أبوابه لأول مرة في مدريد حيث نظم ما بين 29 أبريل و6 يونيو الماضيين في قاعة أركيريا في نويبوس مينيستيريوس لينتقل إلى جامعة مالقة قبل أن يتم عرضه خلال الخريف المقبل في المكتبة الوطنية في الرباط. وينظم معرض "جسور : المناظر والهندسة المعمارية في المغرب وإسبانيا" بمبادرة من الجمعية الثقافية لغرب البحر الأبيض المتوسط تحت رعاية وزارة الخارجية الإسبانية من خلال وكالة التعاون الدولي من أجل التنمية ووزارة الاسكان الاسبانية. ويحظى هذا المعرض المتنقل بدعم من سفارة المغرب في مدريد وسفارة إسبانيا في الرباط والمعهد العالي للهندسة المعمارية في مدريد وجامعة البوليتكنيك في مدريد والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية في الرباط. وحسب المستشار الثقافي بسفارة المغرب بإسبانيا أمين الشودري فإن هذا المعرض يشكل نموذجا للتبادل الثقافي بين المغرب وإسبانيا من أجل التعريف بشكل أفضل بالتراث الثقافي والحضاري للبلدين. وأكد الشودري في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أن المعرض يبرز التشابه القائم بين المناظر الطبيعية والمعمارية في المغرب وإسبانيا مع التأكيد على التاريخ المشترك بين البلدين في مجال الهندسة المعمارية. وأشار إلى أن المعرض يتوخى التعريف بالتراث الحضاري والمعماري المغربي الاصيل لدى الجمهور الاسباني فضلا عن إطلاعه على أوجه المغرب المعاصر الذي يعيش حاليا على إيقاع تنمية اقتصادية ومعمارية هائلة تتميز بإطلاق مشاريع ضخمة من قبيل المركب المينائي طنجة المتوسط وتهيئة وادي أبي رقراق. تجدر الاشارة إلى أن الجمعية الثقافية لغرب البحر الأبيض المتوسط سبق لها أن نظمت مثل هذه المعارض الهادفة إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين ضفتي مضيق جبل طارق. ففي سنة 2001 نظمت الجمعية أول معرض متنقل حول موضوع "لقاء تواصل" شكل أول تظاهرة مغربية إسبانية في عالم الفنون التشكيلية المعاصرة بين إسبانيا والمغرب.