أكد مشاركون في مائدة مستديرة حول "ندرة الماء في إفريقيا"، اليوم الإثنين ببرلين، أن التجربة التي راكمها المغرب في مجال الماء تعتبر رائدة على الصعيد الإفريقي، ويمكن أن تستفيد منها دول القارة خاصة على مستوى تخزين ومعالجة المياه وتدبيرها بصفة عامة. وأضافوا أن علاقات الشراكة والتعاون، التي يقيمها المغرب مع العديد من البلدان الإفريقية، تدخل في سياق تبادل المعارف والخبرات في تدبير هذه المادة الحيوية التي تشكو القارة الإفريقية من ندرة حادة فيها، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من دول العالم، مشيرين إلى أن التعاون الثلاثي الأطراف (شمال-جنوب-جنوب) يشكل عاملا حاسما في دعم سياسات تدبير المياه في البلدان الإفريقية. وأشرف على هذه المائدة المستديرة، التي انعقدت بالتعاون مع سفارة المغرب ببرلين، عضو البرلمان (البوندستاغ) الألماني فرانك هاينرش، وشارك فيها المفوض الخاص للمستشارة الألمانية المكلف بإفريقيا لدى مجموعة الثمانية غونتر نوك، إضافة إلى عدد من سفراء وممثلي السلك الدبلوماسي الإفريقي المعتمد في العاصمة الألمانية وخبراء ألمان في مجال الماء وممثلي الوكالة الألمانية للمساعدة التقنية (جي تي زد). وأشار سفير المغرب في ألمانيا السيد رشاد بوهلال إلى أن المغرب يتوفر على تجربة طويلة وفريدة في مجال تدبير المياه، خاصة من خلال سياسة السدود التي أطلقها في ستينيات القرن الماضي، وما تزال وستظل مستمرة عبر إنجاز الكثير من المشاريع و المنشآت المائية. كما ألقى السيدان سمير بنسعيد مدير المعهد الدولي للماء والتطهير، التابع للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وسعيد ريحان رئيس قسم تزويد العالم القروي بالماء، بالمكتب ذاته، عرضين عن الخطوات التي قطعها المغرب في تدبير الماء، حيث تحدث الأول، على الخصوص، عن السياسات التي اعتمدها المغرب في هذا المجال، وعلاقات التعاون الثنائي التي يقيمها المغرب في هذا الشأن، خاصة مع البلدان الإفريقية، مثل موريتانيا والسنغال وبوركينا فاصو وغينيا كوناكري والرأس الأخضر، فيما تحدث الثاني عن برنامج تزويد العالم القروي بالماء الشروب (باجير) الذي حقق نتائج إيجابية جدا على مستوى إلحاق القرى بشبكات توزيع الماء، اعتمادا على مقاربة تشاركية مع سكان العالم القروي.