تم، مساء أمس الثلاثاء بالعاصمة الإسبانية، عرض شريط يكشف فظاعة الأعمال الهمجية التي ارتكبتها ميليشيات مسلحة خلال تفكيك القوات العمومية، بشكل سلمي، لمخيم (كديم إيزيك). وقد تم عرض هذا الشريط، الذي جاء ليفند جميع الأخبار الزائفة التي تروجها بعض الأوساط ووسائل الإعلام الإسبانية حول أحداث العيون، خلال ندوة صحفية عقدها وزير الداخلية السيد الطيب الشرقاوي بحضور العشرات من ممثلي وسائل الإعلام الإسبانية والدولية. وخلال عرض هذا الشريط، بدا واضحا مدى تأثر الحاضرين بفظاعة الأعمال الهمجية التي ارتكبتها عناصر إجرامية ومن ذوي السوابق القضائية في حق أفراد القوات العمومية من بينها عناصر الوقاية المدنية، خلال تدخلها السلمي لإنقاذ المواطنين الذين تم احتجازهم بالقوة في هذا المخيم الذي أقيم أصلا من أجل الاحتجاج على مطالب اجتماعية مثل السكن والتشغيل، قبل أن تحكم قبضتها عليه ميشليات مسلحة تضم في صفوفها مهربين وأصحاب سوابق قضائية وأشخاص مسلحين مبحوث عنهم من العدالة، إضافة إلى فئة من الانتهازيين يشتغلون وفق أجندة سياسية خارجية. وخلافا لما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسبانية، قدم الشريط بشكل واضح أعمال التقتيل الذي مارسته ميليشيات مسلحة بالسكاكين وقنينات الغاز في حق أفراد من القوات العمومية، والتي لم تستعمل في تفكيك المخيم سوى العصي والدروع الواقية وخراطيم المياه. وأظهر الشريط المجهودات التي بذلتها السلطات العمومية في مجال توفير النقل لتلبية حاجيات المواطنين، الذين تمت الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية، والذين كان جزء كبير منهم محتجزين من قبل هذه الميلشيات التي كانت تعمد إلى ترهيب الساكنة ومنعها من مغادرة المخيم. لكن اللقطة التي أثرت على أغلبية ممثلي وسائل الإعلام الاسبانية والدولية، باستثناء قلة مازالت حبيسة للأفكار المسبقة والأحكام الجاهزة، تمثلت في ذبح أحد أفراد القوات الأمنية والتبول على جثة أحد أفراد الوقاية المدنية، والتي تركتها العناصر الإجرامية مرمية على قارعة الطريق. كما أوضح الشريط كيف أن أفرادا ملثمين من الميلشيات المسلحة يعتمدون خططا وأساليب شبه عسكرية، يرتدي البعض منهم زيا عسكريا، كانوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة حيث أظهر الشريط صور أحد العناصر الإجرامية وهو ينتشي بالتنكيل بجثث عناصر من القوات العمومية، بالاضافة إلى الاعتداء على شاحنة المطافئ وسيارة الإسعاف التي انحرفت عن الطريق تحت وابل من الحجارة ليتم القبض على عناصر الوقاية المدنية والاعتداء عليهم والتنكيل بهم. كما أظهر الشريط، الذي يكشف حقيقة ما جرى في مدينة العيون وتورط عناصر إجرامية مسخرة اقترفت أفظع الجرائم في حق القوات العمومية، مواصلة هذه الميليشيات الإجرامية لأعمال التقتيل والعنف والتخريب بمدينة العيون، حيث ألحقت أضرارا بليغة بعدد من الأملاك العامة والخاصة.