نظمت رابطة الصحراويين المغاربة بفرنسا وأوروبا بتعاون مع جمعية الأخوة للتنمية والمجلسين البلدي لمدينة ابن جرير والإقليمي للرحامنة اليوم الجمعة ندوة وطنية حول موضوع " مبادرة الحكم الذاتي : حل سياسي ديموقراطي وجيواستراتيجي" تميزت بمشاركة عدد من أبناء الأقاليم الجنوبية للمملكة. وفي مستهل الندوة أبرز السيد طارق علام عن مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة أهمية الندوة التي اعتبرها لقاء تواصليا يأتي في ظرفية خاصة اتسمت بتعاقب سلسلة من الأحداث التي تقتضي الوقوف عندها وطرحها للتداول بشكل جدي وهادف يكون في مستوى التحديات التي يواجهها المغرب بخصوص قضيته الوطنية الأولى دون أن يشكل ذلك عائقا في مضيه قدما نحو تحقيق مشاريعه التنموية الكبرى في مختلف ربوع المملكة. وأجمع المشاركون في الندوة على وجاهة المقترح المغربي وحرصه على ألا تشكل قضية الصحراء عقبة في طريق بناء المغرب العربي الأمر الذي جعله يمد يده بحسن نية لكل المساعي الحميدة الرامية الى إيجاد حل سياسي حقيقي وتفاوضي برعاية منظمة الأممالمتحدة يجنب المنطقة كوارث التفرقة والتشرذم ويضعها على سكة وحدة الشعوب و والاستقرار والسلم ،مشددين على أن الحكم الذاتي الذي حظي بتجاوب المنتظم الدولي ودعم الدول العظمى سيظل الحل السياسي الأنسب والأمثل لهذا النزاع المفتعل . وفي هذا السياق ،أبرز السيد مولاي المهدي زيني الإدريسي رئيس رابطة الصحراويين المغاربة أن المغرب لم يغلق باب التعاون مع منظمة الأممالمتحدة من أجل التوصل الى حل سياسي توافقي باقتراحه لمشروع استقطب اهتمام المنتظم الأممي وتأييد المحيط الدولي ،مؤكدا أن استمرار الجزائر وصنيعتها البوليساريو في عرقلة الجهود الأممية ،لن يمنع المغرب من الاستمرار في مسيرة تنمية صحرائه فاتحا ذراعيه لكل المغاربة المحتجزين في مخيمات الدل والعار للعودة الى وطنهم لينعموا بما يوفره لهم من حرية واستقرار بين أهلهم وذويهم. ومن جهته ركز السيد حسن سرير المشارك بإسم وفد مدينة العيون على بعض الحقائق التي ظلت مغيبة في مسألة الوحدة الترابية ، ومن بينها على الخصوص مسألة البيعة ، كارتباط حضاري قل نظيره في العالمين العربي والإسلامي وتعاقد ديني بين ساكنة الأقاليم الجنوبية وسلاطين وملوك الدولة المغربية منذ قرون مستدلا في ذلك بتصريحات سياسيين جزائريين مثل عباس مدني عندما أقر بأن قضية الصحراء مشكل مفتعل وأن حله يكمن بالعودة الى الدين والتزام البيعة التي تطوق أعناق الصحراويين. ومن جانبه استعرض محمد باهي عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أهم المحطات العصيبة التي قطعتها قضية الصحراء ،مبرزا ان المسيرة الخضراء السلمية قبل 35 شكلت ثمرة الإجماع الوطني حول مغربية الصحراء ، مشيرا الى ان المغرب تجنب الدخول في حرب مفتوحة حرصا منه على عدم إراقة الدماء بين الأشقاء. وأجمع جل المتدخلين على أن مبادرة الحكم الذاتي تبقى فرصة تاريخية وحلا سياسيا لقضية الصحراء لا غالب فيه ولا مغلوب ، بل سيضع حلا ديموقراطيا عادلا لمشكلة عمرت أزيد من ثلاثة عقود وأضاعت على شعوب المنطقة فرصا متعددة لبناء صرح المغرب العربي كتكثل جهوي جيواستراتيجي من شأنه أن يخلق قوة إقتصادية متكاملة قادرة على تحقيق النماء والرخاء لشعوبها وتأمين الحرية والاستقرار لساكنتها.