أجمع المشاركون في منتدى نظم، اليوم الخميس في الرباط، على أن الثقافة تعد عاملا أساسيا في تعزيز التقارب بين الشعوب و تخطي الحدود في أبعادها الثقافية و الاجتماعية و النفسية. وأوضح المشاركون في هذا المنتدى، الذي ينظمه مركز الدراسات الإسبانية البرتغالية بتنسيق مع الجامعة الوطنية روزاريو (الارجنتين) و المرصد الوطني للحدود الثلاثية (المجلس الوطني للأبحاث العلمية والتقنية) ، حول موضوع "من أجل قراءة جديدة لمفهوم الحدود: الثقافات بين الامتداد و الاختلاف، إفريقيا وأوروبا و أمريكا اللاتينية"، أن الثقافة كمكون فكري تؤسس لمفاهيم جديدة تقوم على فهم الآخر والانفتاح عليه. وفي هذا السياق، أبرز رامون غاليندو موراليس، أستاذ جامعي بغرناطة، دور التربية و التعليم في ترسيخ ثقافة التسامح بعيدا عن المفهوم الضيق والمختزل للحدود في بعدها السياسي، و التي لا تساهم إلا في عرقلة التعايش بين الشعوب، مضيفا أن الحدود تخلق مفهوما خاطئا عن الآخر. واستنتج غاليندو موراليسإلى، أن التربية القائمة على الاحترام المتبادل والتي تأخذ بعين الاعتبار الغنى الثقافي للآخر هي السبيل الوحيد لمد الجسور بين الشعوب و الثقافات. من جانبه، تناول خواكين فاسكيث رويث دي كاستروفييخو، أستاذ بالجامعة الدولية للأندلس باسبانيا ، مسألة الحدود من منظور اجتماعي، حيث ألمح إلى أن الحدود تخلق فوارق اجتماعية بين الشعوب، فضلا عن الفوارق الاقتصادية و السياسية. وألح على أن السبيل الوحيد لتجاوز هذه المعيقات، سعيا وراء التقارب و التعايش، هو الانفتاح على الآخر و ثقافته و النهل منها باعتبارها رافدا مكملا لا منافسا، داعيا إلى إعادة التفكير في الحدود كفضاءات للتقارب و التلاقي. بدوره، أوضح رشيد بن الزين، باحث في التاريخ الإسلامي بمعهد الدراسات السياسية بإكس أون بروفانس بفرنسا، أن الإسلام جاء بتصور جديد لمفهوم الحدود، إذ أعطى له بعدا فرديا و جماعيا في نفس الوقت، انطلاقا من فكرة الأمة، دون إغفال العلاقة مع باقي الأديان، خاصة السماوية منها، و هذا ما أدى إلى تفادي القطيعة و الإقصاء المتبادل. يذكر أن تنظيم هذا المنتدى يدخل في إطار حلقة أنشطة المعهد تحت عنوان "تقاطعات بين العالم العربي و أمريكا اللاتينية". ويتدارس المشاركون في هذا اللقاء، على مدى يومين، العديد من المواضيع المتعلقة على الخصوص ب"التنوع والتمازج في الثقافة المغربية"، و" مسألة الحدود الثلاثية في أمريكا اللاتينية"، و"الإسلام ووعي الأقليات في أوروبا"، و"تنقل الأفراد عبر الحدود".