أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري اليوم الثلاثاء أن المشهد الإعلامي الوطني شريك أساسي في ترسيخ المواطنة الإيجابية واستكمال البناء الديمقراطي الحداثي. وقال السيد الناصري في عرض قدمه أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية بمجلس النواب خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة الاتصال برسم سنة 2011 أن الهدف المتوخى هو جعل المشهد الإعلامي الوطني في مستوى التحديات والرهانات وذلك عبر ترشيد مسلسل تحرير قطاع الاتصال السمعي البصري وتقوية القطب العمومي وتأهيل الصحافة المكتوبة وزيادة دعم السينما الوطنية. وأبرز السيد الناصري أن سنة 2010 تميزت بالتوقيع على دفتر تحملات والعقد البرنامج الخاصين بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ثم دفتر تحملات شركة صورياد القناة الثانية. وأشار إلى التنويع والإغناء المهم الذي عرفه القطب التلفزي العمومي من خلال جعل قناة "ميدي 1 تي في" ضمن مكونات القطب العمومي للاتصال السمعي البصري، تتحمل نفس التزامات باقي المكونات، وكذا إطلاق قناة "الأمازيغية" التي تجسد على أرض الواقع إرادة الحكومة الهادفة إلى توفير أداة تواصلية عصرية، غايتها الرفع من قيمة الأمازيغية لغة وثقافة وفنا وحضارة، وكذلك التعبير عن التنوع الثقافي الذي يوطد قيم مغرب منفتح متعدد وحداثي. وبخصوص تأهيل المقاولات الصحفية والنهوض بأوضاع الموارد البشرية بقطاع الصحافة المكتوبة، أوضح السيد الناصري أن هذه السنة تميزت بمواصلة المشاورات لتحديث وتطوير الإطار المؤسساتي لممارسة المهنة، حيث تم بالخصوص إعطاء الانطلاقة للدراسة حول الرؤية المستقبلية للقطاع، مع القيام بتقييم داخلي لتنفيذ عقد البرنامج لتأهيل المقاولة الصحفية والذي تم التوقيع على ملحق تكميلي له خلال شهر دجنبر 2009. واعتبر أن " الرهان الذي ينبغي كسبه اليوم هو ضمان المزاوجة بين الحرية والمسؤولية في الممارسة الصحافية "، عن طريق دعم وترسيخ منظومة أخلاقيات المهنة، مشددا على ضرورة تأهيل وعصرنة مقاولات الصحافة المكتوبة على أسس شفافة وتعاقدية تراعي المساواة والإنصاف، وذلك عبر صياغة عقد برنامج جديد بناء على معايير تأخذ بعين الاعتبار الضوابط المهنية والقواعد الأخلاقية في الممارسة الصحفية يغطي الفترة الممتدة من 2011 إلى 2014. وفي ما يتعلق بوكالة المغرب العربي للأنباء أكد السيد الناصري أن الوكالة واصلت تكريس إشعاعها على الصعيدين الوطني والدولي من خلال تحديث وتنويع وسائل العمل وتنويع وتحسين المنتوج، وكذا إحداث نشرة المغرب العربي والنشرة الرياضية في إطار تطوير منتوجها وخلق قطب جديد بالبرازيل لضمان حضور قوي بدول أمريكا اللاتينية، وتسوية وضعية العديد من العاملين وتمكينهم من الترقية والتعويضات المستحقة. وأشار إلى أنه تم خلال هذه السنة تفعيل مقتضيات العقد البرنامج بين الوزارة ووكالة المغرب العربي للأنباء والذي خصصت بموجبه 15 مليون درهم سنة 2009 و14 مليون درهم برسم سنتين 2010 و2011. وبخصوص تقوية ودعم الصناعة والثقافة السينمائية الوطنية أشار السيد الناصري إلى أن هذه السنة تميزت على الخصوص بمواصلة تقديم الدعم الممنوح للإنتاج السينمائي الوطني خلال الدورة الأولى والثانية والثالثة لسنة 2010 والتوقيع على عقد برنامج بين وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي يغطي الفترة الممتدة من 2010 إلى 2012. كما سجلت هذه السنة، يضيف الوزير، جلب استثمارات خارجية وصلت إلى مليار درهم في إطار تصوير الأفلام الأجنبية بالمغرب، وبالمقابل تعزيز حضور السينما الوطنية في العديد من المهرجانات والتي حصلت من خلالها على عدة جوائز إضافة إلى تنظيم العديد من المهرجانات على الصعيد الوطني. وفي ما يتعلق بالملكية الفكرية وحماية حقوق المؤلفين والمبدعين قال وزير الاتصال إن المكتب المغربي لحقوق المؤلفين واصل إعداد برنامج مكيف للتحسيس ومحاربة ظاهرة التقليد والقرصنة، كما عمل على الرفع من مستحقات المبدعين وتحسين الاستخلاصات لدى مستعملي ومستغلي المصنفات. وتميزت هذه السنة بالتوقيع على عقد برنامج لتأهيل قطاع حقوق المؤلف، وإبرام عشر اتفاقيات جديدة مع محطات إذاعية خاصة في فبراير 2009. وأكد السيد الناصري أن المكتب سيستمر في نهجه خلال سنة 2011 بمراجعة قانون حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة لملاءمته مع التطورات التكنولوجية الحديثة وتفعيل الآليات المناسبة لتحصيل المداخيل لفائدة ذوي الحقوق ومأسستها.