قال السيد لحسن عبد الخالق سفير جلالة الملك بالأردن، إن المغرب كان دائما في طليعة الدول المبادرة إلى نصرة القضية الفلسطينية، والدفاع عن المطالب الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني. وأوضح السيد عبد الخالق، الذي استضافه برنامج "معا من أجل فلسطين"، الذي بثه التلفزيون الفلسطيني مساء أمس الجمعة، أن المغرب كان دائما حاضنا للقرارات التاريخية والمهمة بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأنه من بين البلدان القليلة التي "سعت إلى خدمة هذه القضية، وليس استخدامها". وذكر في هذا السياق بأن جميع القمم التي احتضنها المغرب تمخضت عنها قرارات تاريخية بالنسبة للقضية الفلسطينية، بدءا من قمة 1969 التي شهدت ميلاد منظمة المؤتمر الإسلامي، وقمة الرباط لسنة 1974، التي تكللت بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وقمة فاس الاستثنائية (1982) التي أكدت استعداد البلدان العربية للسلام وإيجاد تسوية عادلة تمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدس الشريف. وأشار إلى أن هذه المحطات وغيرها كثير تثبت بأن المغرب، ملكا وحكومة وشعبا كان دائما في نصرة القضية الفلسطينية، وأن الهم الفلسطيني حاضر باستمرار في جميع المبادرات التي اتخذها بعد ذلك على الصعيدين العربي والدولي. وبخصوص استثمار المملكة لعلاقاتها المتينة مع الدول المؤثرة في صنع القرار على الساحة السياسية العالمية لخدمة القضية الفلسطينية، قال السيد عبد الخالق إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس على اتصال مستمر مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وأعضاء اللجنة الرباعية والفاتيكان، من أجل "دفع هذه الأطراف إلى إدراك أنه آن الأوان لوقف جبروت إسرائيل وتعنتها، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة". وأضاف أن جلالة الملك حريص في كل مبادراته على إبراز أهمية إيجاد حل عادل ونهائي للقضية الفلسطينية، على أساس إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وأشار إلى ما تبذله وكالة بيت مال القدس التابعة للجنة القدس من جهود لتثبيت صمود المقدسيين، حيث ستمول خلال السنة المقبلة مشاريع بحوالي 33 مليون دولار. وذكر أيضا باستضافة المغرب خلال السنة الجارية لحدثين هامين يتعلقان بالقضية الفلسطينية، أولهما الملتقى الدولي حول القدس، وثانيهما اجتماع اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف. وفي ما يتعلق بدور الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني المغربية في مساندة الشعب الفلسطيني، قال السيد عبد الخالق إنه "لا يوجد حزب في المغرب إلا وتجده في صف الدعم المباشر والمطلق للقضية الفلسطينية"، مبرزا أن هذا الدعم الموصول سيتجسد من خلال بناء أكبر مستشفى في رفح بقطاع غزة بمبادرة من منظمات مدنية مغربية. وعلى صعيد آخر، وفي معرض حديثه عن تجربة التناوب التوافقي بالمغرب، أوضح السيد عبد الخالق أنها محطة أسياسية في مسار بناء الصرح الديمقراطي المرتكز على التعددية، الذي انتهجته المملكة منذ استقلالها، وهو البناء الذي يتعزز باستمرار بفضل المشروع التحديثي الذي يقوده جلالة الملك، لبناء مغرب ديمقراطي، قوي ومتضامن.