فاز برنامج للبحث الأركيولوجي حول السكان الأوائل بالواجهة الأطلسية للمغرب، أنجزه خبراء مغاربة وفرنسيون، بجائزة (كليو) 2010 الأولى لعلم الآثار التي تمنح كل سنة بباريس. وسلمت هذه الجائزة للفائزين بها، أمس الخميس بمتحف اللوفر بباريس، بمناسبة المعرض الدولي للتراث الثقافي الذي ينظم من 4 إلى 7 نونبر الجاري. ومنحت هذه الجائزة لبعثة مكونة من 13 باحثا مغربيا وفرنسيا معظمهم من علماء الآثار والحفريات، تتويجا لبرنامج الأبحاث الأثرية التي قامت بها بجهة الدارالبيضاء. وقد قام الفريق الذي يقوده عالم الآثار الفرنسي جون بول راينال، بالبحث في مواقع فريدة بغناها وكذا باكتشافات كبيرة لمعرفة السكان الأوائل للمغرب العربي، ومناخهم الفيزيائي والبيولوجي ورصيدهم التقني. وشارك في هذه المهمة عالمي الآثار المغربيين فاطمة الزهراء الصبيحي العلوي وعبد الرحيم موحيب والجيولوجي محسن الغرواي من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وسعيدة حوسيني (جامعة مولاي اسماعيل بمكناس). وقد نظمت البعثة عدة أوراش للبحث في مواقع تعود لما قبل التاريخ كانت معروفة قديما، واكتشفت حديثا بالدارالبيضاء ودار بوعزة. وانطلق برنامج "الدار البيضاء" في سنة 1978 في إطار تعاون بين المغرب وفرنسا، أرسته وزارة الثقافة ويواصله اليوم المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث. وقد تم القيام بهذه العمليات في مجال حضري حيث توجد بنايات ومواقع مهمة. ويحظى عمل البعثة بدعم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية، ووزارة الثقافة المغربية، ومنطقة أكيتان (فرنسا) وقطاع التطور الإنساني بمعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية بلايبزيك في ألمانيا. يذكر أن جائزة (كليو) لعلم الآثار، التي تأسست في سنة 1997 لتشجيع البحث الأركيولوجي الفرنسي في الخارج، تمنح سنويا من قبل لجنة تحكيم مكونة من أساتذة جامعيين مستقلين. وقد تم منح 4 جوائز من بينها جائزة خاصة بلجنة التحكيم تتويجا لمجموع أعمال عالم آثار.