احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ،اليوم الخميس بالرباط، حفل تقديم إصدار جديد يحمل عنوان "الفكر القانوني والدبلوماسي لجلالة الملك محمد السادس"، وذلك في إطار تخليد الذكرى ال35 للمسيرة الخضراء. ويضم هذا الكتاب، الصادر عن منشورات جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، مجموع المحاضرات التي ألقيت في الندوة العلمية التي نظمها المركز المغربي للدراسات القانونية، والجمعية المغربية للأبحاث والدراسات الدولية وجمعية رباط الفتح يوم 22 يوليوز 2009 بمناسبة الذكرى العاشرة لإعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين. وقال السيد عبد الكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، الجهة المنظمة لهذا الحفل، في كلمة بالمناسبة، أن هذا الإصدار يشكل قيمة مضافة وجاء ليعزز لائحة المراجع القانونية والدبلوماسية التي تزخر بها المكتبة الوطنية، معتبرا أن الكتاب هو محاولة قيمة لفهم الفكر القانوني والدبلوماسي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. من جهته، أوضح الأستاذ فريد الباشا ،رئيس المركز المغربي للدراسات القانونية ، في تقديمه للشق المتعلق بالفكر القانوني لجلالة الملك، أن هذا الفكر "غني ويتسم بأبعاد متعددة " لكونه يرتكز على بناء مشروع حداثي ديمقراطي، وعلى الترابط القوي بين المرجعية الإسلامية والكونية. وأضاف أن هذا الفكر يتميز أيضا بالإهتمام بحقوق الإنسان، ليس فقط السياسية التقليدية، ولكن أيضا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، إلى جانب إيلاء جلالته مكانة هامة للحكامة بصفة عامة، والحكامة القانونية بصفة خاصة، وبدور القضاء، والمساواة أمام القانون، والربط القوي بين الحرية والمسؤولية. من جانبه، أكد الأستاذ ميلود الوكيلي ، رئيس الجمعية المغربية للدراسات و الابحاث الدولية ، في تقديمه للجزء المتعلق بالفكر الدبلوماسي لصاحب الجلالة، أن "هناك إرادة قوية لجلالة الملك من أجل تحديث الدبلوماسية المغربية وتعميقها ووضعها في المسار الصحيح، لتمكين المغرب من التموقع في مكانة متميزة على الصعيد الدولي". وأضاف أن الفكر الدبلوماسي لجلالة الملك "يتميز بالواقعية" وهو ما مكن المغرب من الحصول على وضع متقدم في شراكته مع الإتحاد الأوروبي، وإنبثاق مشروع الجهوية الموسعة، ومقترح الحكم الذاتي الذي يعد حلا طموحا ونموذجا حضاريا لتسوية النزاعات الدولية. وأبرز أن الدبلوماسية المغربية في عهد جلالة الملك تميزت ب"تعدد الأبعاد"، حيث عزز المغرب روابطه مع البلدان الافريقية بفضل الزيارات المتكررة لجلالته لهذه البلدان والإتفاقيات المبرمة معها في مختلف المجالات. ويضم الكتاب، الذي يقع في 171 صفحة من الحجم المتوسط، كلمة تقديمية للسيد عبد الكريم بناني، وكلمة للوزير الأول السيد عباس الفاسي، ومداخلتين باللغة العربية للسيد عبد الواحد الراضي ، والأستاذة رجاء ناجي مكاوي، ومداخلات باللغة الفرنسية للأساتذة فريد الباشا، ومحمد العباسي، وادريس خروز، ومحمد جمال معتوق، وزكرياء أبو الذهب، وميلود الوكيلي.