يحتضن ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء بعد غد السبت بداية من الساعة الثانية بعد الزوال عرسا رياضيا كبيرا يجمع في مواجتهين واعدتين بالندية والإثارة والتشويق ضمن دور نصف نهاية كأس العرش في كرة القدم لموسم 2009-2010. وتجمع مباراة نصف النهاية الأولى بين المغرب الفاسي والنادي القنيطري انطلاقا من الثانية بعد الزوال على أن تقام مباراة النصف الثانية بين اتحاد الفتح الرياضي والدفاع الحسني الجديدي على الساعة الخامسة مساء. وستسخر الفرق الأربعة المشاركة في هذه المسابقة، التي تنتفي فيها التراتيبية والتباين في مستوى الممارسة ويحل محلها تكافؤ الفرص في حجز بطاقة المرور إلى اللقاء النهائي، كل ما لديها من إمكانات تقنية وبشرية الشيء الذي سيصعب معه التكهن بنتيجة اللقائين . وعلى الرغم من المستوى المتباين لفريقي المغرب الفاسي (الثالث ب 12 نقطة) والنادي القنيطري (ما قبل الأخير بسبع نقاط)، فإن كل الفوارق ستدوب في خضم الرغبة الأكيدة للفريقين في معانقة الكأس الثمينة مما سيزيد من حدة اللقاء ويجعله أكثر إثارة وتشويقا. وإذا كانت كفة الفريق الفاسي، الذي يوقع على بداية موسم جيدة بدليل نتائجه الموفقة وعروضه المميزة التي توجها بإخراج فريق الجيش الملكي (حامل اللقب في السنوات الثلاث الأخيرة ) في دور الثمن، راجحة فقط على الورق لحجز بطاقة التأهل للنهاية ومواصلة مشوار البحث عن لقبه الثالث بعد لقبي 1980 و1988، فإن النادي القنيطري، الذي يمر على النقيض من ذلك بفترة فراغ على مستوى البطولة، يبدو قادرا على قلب المعطيات لصالحه ومداواة جراحه ببلوغ نهاية كأس العرش ومن ثم محاولة تحقيق لقب غاب عنه منذ 49 عاما . ويعول فريق "الفهود الصفر"، الذي يقوده باقتدار الإطار الوطني رشيد الطاوسي، على تجانس خطوطه وانسجام عناصره في الوقت الذي سيراهن فيه فريق "فارس سبو" على عناصره الشابة والواعدة والمؤطرة من طرف الداهية الأرجنتيني أوسكار فيلوني. وتبقى نتيجة هذا اللقاء مفتوحة على جميع الاحتمالات لتؤول بطاقة التأهل الأولى في الأخير للفريق الأكثر انضباطا تكتيكيا وجاهزية تقنيا وبدنيا وذهنيا والذي سيتعامل مع مجريات المباراة بذكاء. أما مباراة نصف النهاية الثانية فستجمع بين اتحاد الفتح الرياضي والدفاع الحسني الجديدي في مواجهة تعد بالكثير إن على المستوى التقني أو البدني بين فريق رباطي تربطه وشائج حب وطيدة مع كأس العرش التي فاز بها أربع مرات (67 و73 و76 و1995) ولعب ست نهايات آخرها السنة الماضية وبلغ دور النصف 14 مرة، ودكالي يمني النفس بحرق المراحل وبلوغ النهاية وتحقيق بالتالي أول لقب له في هذه المسابقة الغالية علما بأنه خاض ثلاث نهايات (77 و85 و1986) ووصل المربع الذهبي تسع مرات. وسيعمل كل طرف على تقديم عرض مشرف يليق أولا بالمناسبة ويعبد من خلاله ثانيا الطريق نحو النهائي حيث سيحاول أشبال المدرب الحسين عموتة استثمار إنجازاتهم ومعنوياتهم العالية بعد المشوار الرائع في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، في حين سيوظف أشبال المدرب خالد كرامة، الذي سيدير دفة الفريق الدكالي لأول مرة، حماسهم الفياض ورغبتهم الملحة في نفض غبار التواضع وتلميع صورتهم بعد البداية الخجولة وغير المتماشية وطموحات الجمهور الدكالي العريض على مستوى البطولة. وتعد هذه المواجهة، كسابقتها، بالندية والقوة والإثارة وستتميز باللعب المفتوح خاصة وأن الفريقين يتوفران على ترسانة بشرية كبيرة قادرة على إمتاع الجمهور العريض الذي سيؤثت دون شك مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس ويزكي من خلال حضوره المكثف القيمة والمكانة المرموقة التي تحظى بها هذه المسابقة لدى جميع الأندية الوطنية على اختلاف مستوياتها. وإذا كان القاسم المشترك، الذي يجمع بين أطراف المربع الذهبي الأربعة، هو تحقيق الفوز والمرور إلى اللقاء النهائي، فإن أرضية الملعب ستكون الفيصل لتحديد الفريقين اللذين سيحظيان بهذا الشرف، علما بأن الحظوظ تبقى متكافئة في مثل هذه المواجهات التي تتحكم فيها إلى جانب الإعداد الجيد إن على المستوى البدني أو التقني أو الذهني والانضباط التكتيكي واحترام الفريق المنافس، جزئيات صغيرة.