أكدت كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بسياسة المدينة السيدة فضيلة عمارة، اليوم الاثنين بأكادير أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعد مرجعا ونموذجا يحتذى به في مجال التنمية البشرية، والتنمية المستدامة. وأوضحت السيدة عمارة، في كلمة خلال جلسة حول موضوع " أي دور للجهات في مكافحة الفقر والهشاشة" المدرجة ضمن أشغال منتدى التنمية البشرية الذي تحتضنه أكادير على مدى يومين، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها المغرب منذ خمس سنوات، تعد مشروعا نموذجيا للتنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر، تمت الإشادة بها عبر العالم. وأشارت إلى أن هذه الدينامية التي يشهدها المغرب، والتي تحقق التوافق بين مختلف الفاعلين على كافة المستويات، تستند إلى "مقاربة تشاركية، تعاقدية وشراكاتية، تضع الإنسان في صلب اهتماماتها"، مؤكدة أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أثمرت نتائج ملموسة في مجال مكافحة الفقر. وأضافت أن التنمية البشرية، "باعتبارها مفهوما واسعا وغنيا يعرف تطورا"، تواكب الوسائل التي تقوم بتقييم مؤشراته هذا التطور، مسجلة أنه يتعين اختيار الوسائل الملائمة من أجل تقييم أمثل للمبادرات الفريدة والشجاعة من قبيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ودعت في هذا السياق، إلى اعتماد مؤشرات تكميلية تهم التنمية البشرية المستدامة، وذلك إلى جانب المعايير التقليدية لتقييم المبادرات، يقوم على إبراز الحركية التي يشهدها المجتمع مع إدماج مختلف الفاعلين في المسار التنموي. كما أشادت بمسلسل الجهوية الموسعة الذي أطلقه المغرب، وجعل من الجهة رافعة لكل تنمية اقتصادية واجتماعية بالمدن والقرى، مشيرة إلى أن هذه الحركية المتميزة بالانكباب على الجهوية للعمل في إطار استراتيجية القرب التي تستهدف النهوض بوضعية المواطن وجعل المدن شريكا حقيقيا في مسلسل التنمية. واعتبرت أن الحكامة الجيدة ترتبط بشكل وثيق بالتنمية البشرية، باعتبارها أداة حيوية لتدبير سياسات المدن، داعية إلى جعل الحكامة أداة للتوفيق بين مجموع مكونات المجتمع المدني.