اختتمت اليوم السبت بالرباط، أشغال الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، التي عرفت على مدى ثلاثة أيام مشاركة وفود برلمانية تمثل البرلمانات الأعضاء، وحضور ممثلين عن مجموعة من المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني. وكانت هذه الدورة قد تميزت، فضلا عن مداخلات ممثلي عدد من المنظمات الدولية حول قضايا ومواضيع ذات أهمية خاصة بالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط كالسلم والأمن والبيئة والاقتصاد والتجارة وحوار الحضارات، بالرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون لهذه الدورة، والكلمتين اللتان ألقاهما كل من رئيس مجلس النواب السيد عبد الواحد الراضي، ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله. كما تم خلال هذه الدورة انتخاب السيد محمد أبو العينين (مصر)، رئيسا للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بإجماع أعضاء الجمعية الذين يمثلون 26 بلدا متوسطيا. وكان انتخاب السيد أبو العينين، الذي شغل خلال السنتين الماضيتين منصب سفير متجول للجمعية، قد جاء إثر تزكيته من طرف الدول أعضاء المجموعة الجيو-سياسية الجنوبية، عملا بمبدأ تداول الرئاسة الذي يقتضي تعاقب كل من المجموعتين الجنوبية والشمالية لضفة المتوسط على فترة رئاسية مدتها سنتان. من جهة أخرى تميزت هذه الدورة، علاوة على انتخاب أعضاء مكتب الجمعية، بالمصادقة على برنامج عملها للسنتين المقبلتين، إلى جانب تدارس المشاركين لمشاريع التقارير التي أعدتها اللجان الدائمة الثلاث ومجموعات العمل الخاصة واللجان المؤقتة التابعة لها، لتختتم بتوزيع جوائز تقديرية على مجموعة من الشخصيات المتوسطية ذات الاختصاص في ميادين مختلفة. وتعتبر الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط فضاء مهما لتفعيل الديبلوماسية البرلمانية، وتساهم بشكل كبير في إبراز القضايا التي تهم منطقة البحر الأبيض المتوسط والتعريف بها دوليا. كما تهدف الجمعية، التي أنشأت سنة 2006، إلى توطيد التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين الدول المتوسطية، والعمل على إيجاد حلول مشتركة للتحديات التي تعرفها المنطقة، وكذا خلق فضاء للسلم والازدهار في حوض البحر الأبيض المتوسط.