قال السيد عبد الحكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، اليوم السبت بالقاهرة، إن التحدي البارز الذي يواجه تقدم الاتحاد من أجل المتوسط هو التعنت الإسرائيلي ورفضه الامتثال لقرارات الشرعية الدولية. وأوضح السيد بن شماس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركة وفد برلماني مغربي في أشغال اجتماع اللجنة الاقتصادية والمالية ولجنة الشؤون الاجتماعية والتعليم بالجمعية البرلمانية المتوسطية، أن التعنت الإسرائيلي يقوض كافة الجهود المبذولة لإحلال سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط. وأبرز السيد بن شماس في هذا الصدد أن الاجتماع ناقش دور البرلمانات المتوسطية فيما يتعلق بالضغط على إسرائيل من أجل التجاوب مع إرادة المجتمع الدولي في إقرار تسوية شاملة ونهائية للقضية الفلسطينية والتعامل بجدية مع مساعي مختلف الأطراف الدولية بهذا الخصوص. وأشار إلى أن الوفد المغربي شدد على ضرورة عدم ارتهان مشروع الاتحاد من أجل المتوسط بمناخ التوتر الناجم عن هذا التعنت الاسرائيلي ، داعيا الى تنفيذ المشاريع التي تم الاتفاق عليها ولا سيما تلك التي تتعلق بالربط البري والبحري بين ضفتي المتوسط ومشاريع البنى التحتية. من جهة أخرى، اعتبر السيد بنشماس أن الاتحاد من أجل المتوسط يواجه أيضا إكراهات على درجة كبيرة من التعقيد مرتبطة بالأساس بتداعيات الأزمة الحادة التي عصفت بالعالم خلال الشهور الأخيرة ولا سيما أزمة الطاقة والأزمة المالية، وكذا بتفاوت مستويات التزام الدول المتوسطية بتعهداتها والتزاماتها. ودعا إلى تعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط في مجال تطوير البحث العلمي وتبادل التجارب في مجال الطاقات المتجددة التي يقدم المغرب بشأنها فرصا واعدة وغير مسبوقة. وبخصوص النقاش الدائر حول إنشاء بنك اورومتوسطي للتنمية، اوضح السيد بن شماس أن هناك خلافات بين الدول الأعضاء حول جدوى إحداث هذه المؤسسة التي من شأنها الرفع من تكلفة القروض المقدمة لدول المتوسط، مسجلا انه تم الاتفاق بالمقابل على بقاء مرفق الاستثمار والشراكة لكونه أكثر فعالية من البنك من حيث التكاليف. يذكر أن أشغال الاجتماع الذي شارك فيه برلمانيون يمثلون دول ضفتي المتوسط، تمحورت حول مواضيع تقييم مدى تقدم تنفيذ مشاريع الاتحاد من أجل المتوسط والرؤية المستقبلية، واستكمال النقاش حول إنشاء بنك أورو-متوسطي للتنمية بهدف توفير آلية مستدامة قادرة على استقطاب الاستثمارات وتمويل مشاريع الاتحاد، وتعزيز البنية الأساسية للتجارة في حوض المتوسط لاسيما شبكة النقل الأورو-متوسطية. وضم الوفد البرلماني المغربي أيضا السيدة لطيفة بناني سميرس رئيسة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، والسيدان إبراهيم زركضي (الفريق الحركي) ووديع بنعبد الله (التجمع الدستوري الموحد) من المجلس ذاته، والسيد يحفظه بنمبارك من الفريق الحركي بمجلس مجلس المستشارين.