يناقش اجتماع إقليمي، منعقد حاليا بالعاصمة التونسية، مشروعا تكوينيا لتدريس مادة (تغيير الصورة النمطية عن الإسلام في وسائل الإعلام الغربية)، في معاهد وكليات الإعلام في العالم العربي،قام بإعداده ،لحساب المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، عبد الوهاب الرامي ، الأستاذ بالمعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط . ويشارك في هذا الاجتماع،الذي تشرف عليه الإيسيسكو بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية العالمية ومعهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس واللجنة الوطنية التونسية للتربية والعلم والثقافة، خبراء وباحثون ومسؤولون عن مؤسسات التكوين في مجال الإعلام الاتصال من عدة بلدان عربية من بينها المغرب . وحسب المنظمين،فإن المشروع التكويني الموجه إلى العاملين في حقل الإعلام والاتصال وإلى الصحفيين في طور التكوين بمعاهد وكليات الإعلام في البلدان العربي،يرمي إلى "تقويم صورة الإسلام في الغرب بما ييسر التعامل معه من منظور القيم الإنسانية المشتركة ويتيح تقبله في الغرب كرافد من روافد الحضارة البشرية". وقال عبد الوهاب الرامي في تقديمه لهذا المشروع إنه يتوجب على قادة الرأي في العالم العربي من سياسيين ومفكرين ومثقفين وإعلاميين "إدراك الأسئلة المحيطة باشتغال الصورة النمطية حول الإسلام والمسلمين في خطاب الغرب وتقديم الإجابة القمينة بصد هذه الصورة والمرافعة عن إسلام حداثي ، ومتسامح ، ومعتدل ، ومندمج في الحضارة الإسلامية المشتركة". ويهدف المشروع أيضا ، حسب الورقة التقديمية له، إلى مد الصحفيين المتدربين بمفاتيح التعامل مع هذه الصور النمطية بشكل "أكثر نضجا وبعيدا عن الرؤى الخاطئة التي يتم تداولها"، وكذا تمكين الصحفيين العرب المسلمين من الإلمام بصناعة الصور النمطية حول الإسلام في وسائل الإعلام الغربية وطرق مواجهتها بخلق "صور بديلة عنها واقعية، لا دعائية"، بالإضافة إلى تبني الصحفيين المتدربين لخطاب عن الإسلام "لا يتعارض مع أسس الديمقراطية ويرافع، في إطار الندية والاحترام المتبادل، عن إسلام قائم على الاعتدال ومتعايش مع الغرب لا متناحر معه". وذكر المنظمون أن النقاش حول هذا المشروع سيستكمل من قبل نفس فريق العمل والخبراء ،في اجتماع سيعقد لاحقا في الرباط ،من أجل إعداد الصيغة النهائية له ، قبل أن ترفعه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى الجهات المختصة في الدول العربية والإسلامية، قصد إدراجه في مناهج التكوين بمؤسسات ومعاهد الإعلام والاتصال بها.