1 في اللقاء، الذي جمع بينهما يوم الأحد بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، برسم الجولة السادسة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى ضمن مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وبهذا الفوز، وهو الرابع له مقابل تعادل وهزيمة، أصبح فريق اتحاد الفتح الرياضي يتصدر ترتيب المجموعة الثانية برصيد 13 نقطة، متبوعا بفريق الصفاقسي التونسي بمجموع عشر نقط ، علما أنهما كانا قد ضمنا تأهلهما إلى المربع الذهبي في الجولة الماضية. وتقام مباراتا نصف النهاية في الفترة ما بين 29 و31 أكتوبر ذهابا و12 و14 نونبر المقبل إيابا، وسيلتقي الصفاقسي التونسي مع الهلال السوداني متصدر المجموعة الأولى، فيما سيحط اتحاد الفتح الرباطي الرحال بليبيا لمواجه اتحاد طرابلس ثاني المجموعة الأولى. وظهر أشبال الإطار الوطني الحسين عموتة بوجه مشرف في هذا اللقاء أعاد للكرة المغربية بريقها وصورتها الحقيقية، التي افتقدتها في السنوات الأخيرة وأكدوا بالتالي على أنهم كانوا أحسن ممثليها في وقت لم يكن فيه أكثر المتفائلين يرشحهم إلى بلوغ هذا الدور خاصة بعد الخروج المبكر للأندية الكبيرة الرجاء البيضاويي والجيش الملكي والدفاع الحسني الجديدي. وتميزت هذه المباراة الذي تتبعها حوالي 10 ألف متفرج بمستوى تقني جيد وبإيقاع سريع خاصة من جانب الفريق المغربي الذي بسط سيطرته على مجريات اللعب مستفيدا من تراجع الفريق الصفاقسي إلى الخلف في محاولة لتكسير إيقاع المباراة السريع الذي بدأت به وامتصاص حماس لاعبي الفريق المغربي. وسارعت عناصر فريق الفتح التي دخلت عاقدة العزم على الخروج بنتيجة إيجابية إلى إحكام سيطرتها على وسط الميدان والضغط على الدفاع الذي اضطر إلى اللجوء للحراسة اللصيقة والإندفاع نحو حامل الكرة. وللحد من خطورة الفريق المغربي اعتمد مدافعو النادي الصفاقسي على التدخلات القوية في حق اللاعبين المغاربة أشهر على إثرها الحكم ورقة صفراء في وجه اللاعب إساوو ممادو مدافع الفريق الزائر في الدقيقة الخامسة. ولمواجهة هذا الاندفاع عمد الفريق التونسي إلى نهج الهجومات المرتدة السريعة عن طريق الأجنحة، والتي كادت في أكثر من مناسبة أن تسفر عن هدف لولا يقظة خط الدفاع بقيادة صمام الأمان المخضرم حمودة بنشريفة في غياب المتألق عبد الفتاح بوخريص لجمعه إنذارين . وعلى إثر هجوم مضاد وضد مجرى اللعب انفرد مهاجم الفريق التونسي الموريتاني دومينيك داسيلفا بالحارس عصام بادة الذي اضطر إلى الخروج بقوة لصد الكرة لكنه اصطدم باللاعب داخل مربع العمليات ليشهر الحكم ورقة صفراء في وجهه معلنا عن ضربة جزاء نفذها بنجاح مسعد الدريبي في الدقيقة 27. وعلى الرغم من استقبال شباكها لهدف أصبحت العناصر المغربية أكثر سيطرة ميدانيا وخلقت العديد من فرص التسجيل التي كانت تهدر إما بسبب التسرع في التنفيذ أو تثاقل بعض اللاعبين في التمرير وقلة التركيز. وعلى نفس الإيقاع انطلقت الجولة الثانية التي تميزت باللعب المفتوح وبالإنضباط التكتيكي والإنتشار الجيد داخل المستطيل الأخضر خاصة من طرف فريق اتحاد الفتح الذي أتيحت له أكثر من فرصة أهدرت برعونة. ومع توالي الدقائق حاولت العناصر التونسية الوصول إلى مرمى اتحاد الفتح لتسجيل هدف الاطمئنان، الذي كاد أن يأتي في الدقيقة 55، فيما كثف أصدقاء العميد بنشريفة هجوماتهم لإدراك التعادل بلجوئهم إلى القذف من بعيد والتسربات عبر الأجنحة وهو ما أعطى ثماره بعد تمريرة عرضية من رشيد روكي البديل (للحسن يوسوفو) إلى هشام الفتحي الذي أسكنها بذكاء في الشباك معلنا هدف التعادل في الدقيقة 60. وفتح هذا الهدف شهية لاعبي اتحاد الفتح في تحقيق الفوز على الفريق التونسي الذي لم يستسلم على كافة المستويات بدءا باستعمال الخشونة وتشتيت الكرة في كل ناحية. وأدى إسقاط اللاعب رشيد روكي على مشارف مربع العمليات إلى إعلان الحكم عن ضربة خطأ مباشرة ترجمها بنجاح المتألق جمال التريكي إلى هدف في الدقيقة 75 ليمنح بذلك فوزا مستحقا أمام فريق قوي وعتيد دخل هذه المباراة محروما من خدمات أغلب عناصره. وبتأهله إلى المربع الذهبي يكون الفريق الرباطي قد بلغ مرحلة حاسمة في تاريخه الرياضي وهو ما يتطلب استعدادا جيدا تقنيا وبدنيا ونفسيا من أجل تتويج هذه المسيرة الرائعة بلقب ما أحوج الكرة المغربية إليه في الوقت الحاضر خاصة وأن آخر تتويج قاري في هذه المسابقة يعود إلى سنة 2005 بواسطة فريق الجيش الملكي. وكان فريق اتحاد الفتح الرياضي قد ضمن، ولأول مرة في مشواره الرياضي، حضوره في المربع الذهبي لهذه المسابقة القارية الهامة، بعد عودته من العاصمة الزامبية لوساكا بتعادل إيجابي وثمين مع مضيفه زاناكو 1-1 في الجولة الخامسة قبل اللأخيرة (المجموعة الثانية).