نددت العديد من المنظمات الدولية والفاعلين السياسيين، بمقر الأممالمتحدة، بتوظيف الجزائر لقضية الصحراء خدمة لمصالحها الخاصة. واعتبر رئيس اللجنة الدولية لسجناء تندوف اللورد فرانسيس نووال، خلال نقاش خصص لقضية الصحراء في إطار اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن "وضعية الجمود الحالية لا تخدم في الحقيقة سوى مصالح النظام العسكري في الجزائر". وأوضح السيد نووال أن الجيش الجزائري يوظف هذه القضية من أجل " تحويل الانتباه(..) عن مختلف الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي لم تر النور في هذا البلد"، مقدما في هذا الصدد كدليل "مغادرة عدد من مسؤولي (البوليساريو) مخيمات تندوف من أجل الالتحاق بأسرهم بالمغرب عندما تأكدوا بأن النظام العسكري الجزائري كان يستخدمهم لأغراضه السياسية الخاصة". ونفس الرأي يشاطره الخبير الإسباني رافييل أسبرينزا ماشين من جامعة لاس بالماس، الذي أكد على الموقف الثابت للجزائر ودورها في الحفاظ على النزاع المفتعل حول قضية الصحراء. ولاحظ السيد أسبرينزا ماشين بخصوص موضوع "التعنت" لهذا البلد، أن "الموقف الجزائري لم يتغير منذ البداية"، مشيرا إلى أنها "سياسة الكل أو لا شيء التي تقف في وجه اقامة إطار للاتفاق بين الأطراف وتبني حلول قابلة للحياة تعود بالنفع على الجميع". وفي نفس السياق اعتبرت رئيس المنظمة غير الحكومية "فاميلي بروتيكشن" السيدة جان باحيجوب انه "حان الأوان لكي لا تبقى مخيمات تندوف تستعمل كغطاء لإخفاء المشاكل الداخلية للجزائر". ونفس النظرة تتقاسمها السيدة آنا ماريا سيرفوني من المجموعة الدولية للنساء الديمقراطيات المسيحيات، التي أكدت على أن مبدأ تقرير المصير، التي تدعمه الجزائر، "لا يتم الاحتجاج به إلا كذريعة لإرضاء أطماعها التوسعية". وأوضحت السيدة سيفوني أن "مبدأ تقرير المصير الذي تختفي وراءه الجزائر من أجل إرضاء أطماعها التوسعية لا يمكن في أي حالة أن يحجب حقوق البلدان في الدفاع عن وحدتها الترابية". وأضافت أن هذا المبدأ لا يكمن استخدامه ك"حصان طروادة" من أجل خلخلة البلدان وتفكيك وحدتها الوطنية والترابية. وأضافت السيدة سيفوني أن "المغرب لم يخرج عن هذه القاعة وهو يسترجع جزء من ترابه الذي هو الصحراء التي لم يتخلف سكانها يوما عن تجديد وثيقة الولاء لملوك المغرب كما أشار إلى ذلك قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي". وفي نفس السياق، ندد النائب الاشتراكي البلجيكي ألان هوتشانسون بالوضع المأساوي في مخيمات تندوف بالجزائر شاجبا الرفض الجزائري الأخذ بعين الاعتبار "المقترحات الديموقراطية المغربية" . وقال أمام اللجنة الرابعة للامم المتحدة "أعتقد أن جرعة من البراغماتية يجب أن تقود تحليلات وأعمال الفاعلين في هذا النزاع وخاصة مسؤولي البوليساريو ولكن أيضا الجزائر التي يظهر أنها لا تريد الاستماع إلى المقترحات الديموقراطية المقدمة من قبل المغرب". وأوضح أن هذه المقترحات تم الترحيب بها من قبل الذين يعرفون جيدا الوضع على الساحة وخاصة منهم المبعوثين الشخصيين المتعاقبين للامين العام للامم المتخدة . وخلص إلى القول إن "الاستثمارات الهامة للمغرب في جهة الصحراء وشبكة تعليم فعالة بالنسبة للشباب وآفاق مستقبلية في مجال التكوين والتشغل وأخيرا الولوج إلى الصحة هي كلها منجزات" يجب أن تشجع خصوم المغرب على الخروج من موافقهم الفجة المؤسسة على إيديولوجية تجاوزها الزمن.