شدت الفنانة المغربية كريمة الصقلي، مساء أمس الخميس، بأدائها المتميز، وصوتها الجميل، الجمهور في دار الأوبرا السورية بدمشق، الذي تفاعل معها طربا على نحو راق وصفق لها طويلا وبحرارة. وأبدت المطربة كريمة الصقلي، خلال هذه الأمسية، التي تندرج في إطار حفلات تظاهرة "ما زالت المرأة تغني"، التي تستضيف العديد من الأصوات النسائية العربية ذات الحضور المميز في عالم الطرب العربي الأصيل، براعة استثنائية في الأداء الرصين والمساحات الصوتية، خلال أدائها نماذج من الأغاني المستمدة من التراث العربي. واستهلت الفنانة المغربية هذه الأمسية الفنية، التي كانت خلالها مصحوبة بأوركسترا "طرب" بقيادة الفنان ماجد ساراي الدين، بأداء موشح "يا ليل طل أو لا تطل .. لابد لي أن أسهرك" من كناش الحايك (المتن للموسيقي الأندلسية المغربية) من ألحان عبد القادر الراشدي، لتتبعه بمجموعة مختارة من الأغاني الطربية من قبيل "القلب ولا العين" لمحمد الشريف و"أنا هويت" لسيد درويش و"أنا والعذاب وهواك" لمحمد عبد الوهاب، و"رق الحبيب" لمحمد القصبجي وأم كلثوم و"القلب ولا العين" لسعاد محمد وأنشودة "ليالي الأنس في فيينا" للراحلة أسمهان. وقال مصدر إعلامي سوري متتبع للساحة الفنية، عقب هذا الحفل، الذي حضره أيضا عدد من الوزراء السوريين، في مقدمتهم وزير الثقافة وعدد من الفنانين، من بينهم المغربي نعمان لحلو والتونسي لطفي بوشناق، إن الفنانة كريمة الصقلي ذهبت إلى "مساحات صوتية أدهشت بها الحضور عبر تعشيق طربي قارب الحضرة الصوفية منه إلى الغناء الطربي التقليدي نحو مسارات دورانية في تفريد خامة الصوت وانتزاعه من قوالبه القديمة صابةً إياه في الإصغاء المتزن لجوانيات الجملة الطربية مضفيةً نكهة ساحرة على تكوينات الأداء القديم". وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت الفنانة كريمة الصقلي عن سعادتها بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية التي تحمل عنوان "ما زالت المرأة تغني" وشكرها للحضور المتميز للجمهور وتشجيعاته وتواصله معها. وأكدت أن هذا المهرجان، الذي بدأ يوم 19 شتنبر الماضي ويختتم يوم 5 أكتوبر الجاري، تأكيد على وجود أصوات نسائية لها كل المواصفات والإمكانيات للغناء العربي الأصيل، مشيرة إلى أنها قدمت نماذج من الأغنية العربية الجميلة. وشددت على أهمية دور الإعلام في التواصل بين المغرب والمشرق في مختلف المجالات ومنها الميدان الفني، مبرزة تنوع وغنى المكون الثقافي والفني الذي يزخر به المغرب المنفتح على جميع الثقافات والحضارات. وكانت الفنانة كريمة الصقلي قد مثلت المغرب في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 إلى جانب مجموعة من الأصوات العربية، ولاقى أداؤها الغنائي نجاحا كبيرا وإقبالا منقطع النظير من قبل الجمهور السوري.