شكلت الأنشطة الملكية وقضية الوحدة الترابية للمملكة والدورة الخامسة للقمة الإفريقية للجماعات والحكومات المحلية "أفريسيتي"، والملتقى الثاني ل"مغربيات من هنا وهناك" أبرز المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الوطنية الصادرة اليوم الثلاثاء. وهكذا أبرزت الصحف أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أشرف، أمس الاثنين ببوعرفة، على وضع الحجر الأساس لبناء مركز للتكوين والتأهيل النسوي، وكذا داخلية بإعدادية تيفاريتي، سيتم إنجازهما من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بغلاف مالي يصل إلى ستة ملايين درهم. وأشارت إلى أنه تم بهذه المناسبة، تقديم شروحات لجلالة الملك حول عدد من المشاريع التي تنجزها مؤسسة محمد الخامس للتضامن بالجماعة القروية تندرارة في إقليم فكيك باستثمارات مالية تبلغ عشرة ملايين وخمسمائة ألف درهم، وتهم بناء داخلية وإعدادية بمنطقة معتركة ومدرسة جماعاتية بتراريد. كما أشرف جلالته في اليوم نفسه، تضيف الصحف، على تدشين مركز للتكوين المهني تم إنجازه داخل السجن المحلي ببوعرفة، من طرف مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، باستثمارات مالية بلغت ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف درهم. وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، توقفت اليوميات الوطنية عند الندوة الصحافية التي عقدها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري أمس الاثنين، والتي جدد فيها التزام المغرب من أجل عقد جولة جديدة من المفاوضات حول الصحراء المغربية. ونقلت الصحف عن السيد الفاسي قوله إن "الأهم الآن هو التوصل إلى عقد الجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية، مباشرة أو من خلال اجتماع ثان غير رسمي، الذي تمت عرقلة انعقاده من طرف أعداء الوحدة الترابية للمملكة" مضيفا أن الأمين العام للأمم المتحدة والعديد من البلدان أكدوا على ضرورة عدم إضاعة مزيد من الوقت بخصوص هذا الملف. ولدى تطرقه لحالة أميناتو حيدر، ذكر الوزير بأن "الإجراءات المعمول بها لدخول التراب الوطني تم استيفاؤها، وأنها دخلت التراب الوطني بنفس جواز السفر المغربي". وفي هذا الإطار، نقلت الصحف عن السيد الفاسي "ينبغي أن لا ننسى أبدا، عند إثارة الطابع الإنساني في حالة هذه السيدة، وضعية آلاف المغاربة الذين يعيشون في مخيمات العار والذين ليس بمقدورهم حتى الاستفادة من إحصاء" واصفا الوضع السائد في مخيمات تندوف ب"الكارثة الكبيرة" ومشددا على المسؤولية الملقاة على عاتق الجزائر. على صعيد آخر، أوردت الصحف الخطوط العريضة ل"إعلان الدورة الخامسة للملتقى الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية" (أفريسيتي) الذي انعقد بمراكش من 16 إلى 20 دجنبر الجاري، والذي تمت المصادقة عليه بالإجماع من قبل المشاركين فيه. وأبرزت جريدة (ليبيراسيون)، في هذا السياق، دلالات حضور 3600 مشارك في هذه القمة، منهم 34 وزيرا إفريقيا وفاعلون في مجال التنمية المحلية قدموا من 72 دولة 47 منها من إفريقيا، و"الذين استغلوا هذه المناسبة من أجل تجديد وإعلان، بصوت مرتفع، وللعالم برمته، أن المغرب إذ يظل متشبثا بقيمه ومبادئه وتقاليده، فهو يحتل موقعا لا يمكن إنكاره على الصعيد الإفريقي، ويضطلع بدور كبير في توطيد علاقات التعاون بإفريقيا وينخرط بشكل مشروط لصالح الدفاع عن القضايا المشروعة لبلدان القارة. وأضافت أنه تم خلال هذا الملتقى أيضا "تسليط الضوء على تبصر وحكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل مختلف المشاركين الذين اعتبروا أن المغرب يعد، من دون أدنى شك، نموذجا يحتذى في مجال التنمية ويمكن أن يشكل، بالنظر إلى مختلف عملياته الإنسانية والتضامنية، قاطرة للتقدم والسلام والاستقرار بالقارة". وأوضحت أنه "وقصد التدليل على مصداقية وواقعية وجدية مشروع الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة، جددت عدد من الدول الإفريقية المشاركة في هذا الملتقى دعمها اللامشروط للمملكة، إضافة إلى أن العديد من المدن والجماعات المحلية أبدت رغبتها المشتركة في الاستفادة من التجربة المغربية في مجال اللامركزية واللاتمركز والجهوية، وذلك من خلال التوقيع على اتفاقيات للشراكة والتعاون والتوأمة مع مدن وجماعات مغربية". من جهتها، أبرزت جريدة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي) أن المغرب الذي نظم هذا الملتقى بفعالية أحرز ستا من الجوائز التي منحتها هذه التظاهرة في نسختها الخامسة، مشيرة إلى أن منح جائزة اللامركزية لوزارة الداخلية تم بالنظر إلى الجهود التي تبذلها المملكة في هذا المجال. من جانب آخر، توقفت الصحف عند الملتقى الثاني ل"مغربيات من هنا وهناك" الذي نظم يومي 18 و 19 دجنبر الجاري بمراكش، والذي شكل مناسبة للقاء الكفاءات بعضها مع بعض، والتأكيد على انخراط مغربيات العالم في المجالات الاقتصادية والثقافية والانسانية. وأوضحت، في هذا الصدد، أن المشاركات في هذا اللقاء جددن دعوتهن للمجتمع الدولي للعمل على أن تتحرر النساء المحتجزات في مخيمات تندوف ويتمتعن بحقوقهن. هذا، وقد تطرقت اليوميات الوطنية إلى مواضيع أخرى عديدة من ضمنها، على الخصوص، تقرير "تحديات التنمية في الدول العربية" الذي صدر بالقاهرة خلال افتتاح الدورة ال29 لمجلس ووزراء الشؤون الاجتماعية في الدول العربية، والدورة 42 للمجلس التنفيذي للمجموعة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبية التي افتتحت أشغالها أول أمس الأحد بالقاهرة بمشاركة السيد أحمد الميدواي رئيس المجلس الأعلى لحسابات. كما اهتمت الصحف بالدورة السنوية الثانية حول القرآن الكريم التي انعقدت نهاية الأسبوع الأخير بستراسبورغ، ومنح الصندوق العربي للثقافة والفنون بعمان برسم 2009 التي حاز عليها المبدعون المغاربة شرف الدين مجدولين (ناقد)، ويوسف الريحاني (مسرحي)، وعبد العزيز الراشدي (قاص وروائي) فضلا عن مهرجان فاس الدولي للرقص، وإعادة انتخاب، بالإجماع، المغربي عبد المقصود الراشدي رئيسا للشبكة الأورومتوسطية للمنظمات غير الحكومية بإسطنبول. رياضيا، اهتمت الصحف، على الخصوص، بنتائج الدورة 12 من بطولة القسم الوطني الأول والدورة 15 من بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم، وكذا الدورة الرابعة من بطولة القسم الوطني الأول للكرة الطائرة، واستطلاع الرأي الذي أجرته الإذاعة الوطنية بخصوص أحسن رياضيي سنة 2009. على الصعيد الدولي، تمحورت اهتمامات اليوميات الوطنية حول آثار الأزمة حسب خبراء صندوق النقد الدولي، وزيارة الوزير الأول اللبناني إلى سوريا، وعملية السلام بالشرق الأوسط والأوضاع بأفغانستان واليمن.