أجمعت شخصيات نقابية وسياسية على أن الراحل المحجوب بن الصديق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل كان يتمتع بخصال عدة جعلت منه الوطني الصادق والمناضل النقابي الملتزم. واعتبرت هذه الشخصيات في تصريحات، أدلت بها اليوم الأحد لوكالة المغرب العربي للانباء بمناسبة تشييع جنازة الراحل المحجوب بن الصديق بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، أن حياة هذا الوطني الفذ تميزت بنضاله المستميت من اجل استقلال المغرب وعودة العائلة الملكية الشريفة من المنفى، إلى جانب دفاعه المستمر عن الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة الترابية للمملكة . وبهذا الخصوص، اعتبر وزير التشغيل والتكوين المهني السيد جمال أغماني أن المحجوب بن الصديق "يشكل منارة ينبغي الاقتداء بها واستلهام كل الخصال الوطنية الصادقة التي كان يتمتع بها وخاصة نضاله من أجل الوحدة الترابية للمملكة وكفاحه من أجل صيانة ثوابت الأمة". وأبرز أن الراحل، الذي كان يمثل بالنسبة للحكومة شريكا اجتماعيا أساسيا، كان علما كبيرا من أعلام الحركة الوطنية أولا ثم الحركة النقابية حيث قضى حياته مكافحا من أجل صيانة حقوق الطبقة العاملة والنهوض بأوضاعها الاجتماعية. ومن جهته ذكر السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومة وأعضاء جيش التحرير بأبرز المحطات التي ميزت مسيرة المحجوب بن الصديق النضالية من خلال انخراطه المبكر في صفوف الحركة النقابية والوطنية، وتعرضه للكثير من الاعتقالات خلال فترة الحماية. وأشار إلى الدور الذي قام به الراحل في توجيه وتنظيم وتأطير الحركة النقابية التي كانت هي الدرع الواقي والعضد الذي ترتكز عليه حركات التحرير والمقاومة. وفي هذا الإطار، قال السيد الكثيري إنه سيتم تخصيص جناح في متحف المقاومة وجيش التحرير الذي يجري بناؤه حاليا يضم سيرة كفاح هذا الرجل . ومن جهته، أكد السيد الطيب منشد القيادي في الفيدرالية الديمقراطية للشغل أن الفقيد يبقى أحد رجالات الطبقة العاملة وأحد الوطنيين البارزين في هذا البلد، داعيا إلى أن تشكل وفاته محطة لإعادة النظر في مسار الحركة النقابية بالمغرب.