انعقد أمس الاثنين بمدينة المحمدية اللقاء التشاوري الإخباري الثاني حول إعداد المخططات الجماعية للتنمية تم خلاله تدارس القضايا المرتبطة بالتنمية المحلية على صعيد الجماعات المحلية التابعة لعمالة إقليمالمحمدية زناتة. وأوضح السيد عزيز دادس عامل الإقليم، في بداية هذا اللقاء الذي تنظمه العمالة بتعاون مع الجماعات المحلية والوكالة الأمريكية للتنمية، أن هذا اللقاء يندرج في إطار استكمال التدابير المبرمجة في المرحلة الأولى من برنامج إعداد المخططات الجماعية للتنمية، المنعقدة في دجنبر الماضي، والتي تكللت بنتائج إيجابية على مستوى التأطير والتشخيص التشاركي. وأشار إلى أن المهمة المطروحة حاليا على المشاركين في هذا اللقاء تتلخص أساسا في العمل على الإلمام بوسائل وآليات التخطيط والتفاوض بشأن المشاريع المقبلة، منوها بمساهمة الوكالة الأمريكية في هذا اللقاء نظرا لما تتوفر عليه من خبرة طويلة في هذا المجال. وذكر، من جهة أخرى، بالتوجيهات الملكية السامية بشأن اعتماد سياسة القرب وإشراك الجماعات والسلطات المحلية في الاستشارات المتعلقة بالنهوض بالمشاريع المزمع برمجتها في إطار المقاربة التضامنية. من جهته، أبرز السيد إدريس العبادي خبير في ميدان الحكامة المحلية بجامعة الحسن الثاني، أن الهدف من هذا اللقاء يتمثل أساسا في العمل على إعداد المخططات الجماعية للتنمية في ضوء التقدم والمتغيرات التي عرفتها السياسة الدولية في مجال التخطيط المحلي والانتقال بالحكامة الجيدة للجماعات المحلية من مرحلة التعلم إلى مرحلة الاحتراف، وذلك في إطار المنظور الشامل لسياسة الدولة الرامي إلى تأطير المستشارين الجماعيين وتوفرهم على تصور استراتيجي للجماعات المحلية في أفق سنة 2013. ومن جهته، أكد السيد الطاهر برادة عن الوكالة الأمريكية أن مساهمة هذه الأخيرة في الدورة الحالية تنكب أساسا على مفهوم التخطيط الاستراتيجي للتنمية المحلية من خلال محورين. وأوضح، في هذا السياق، أن المحور الأول يتعلق بالسهر على تأطير وتكوين المنتخبين وتطوير قدراتهم في تدبير الشأن المحلي، فيما يهم المحور الثاني مواكبة عمل المجالس المحلية وتأطير موظفي إدارات الجبايات والممتلكات التابعة لها، حرصا على الشفافية والنجاعة في المعاملات وتقديم الخدمة العمومية. وأكد، في هذا الصدد، على ضرورة تجاوز التشخيص والتخطيط النمطي عبر مراعاة الخصوصات المحلية لكل جماعة من الجماعات المستهدفة. واستعرض كل من رئيس مجلس العمالة السيد محمد العطواني ورؤساء الجماعات المحلية التابعة للإقليم أهم القضايا والإكراهات التي تعترض النهوض التنموي الشامل بالمنطقة، مبرزين، في الوقت ذاته، المجهودات التي بذلتها الدولة، خاصة خلال العشرية الأخيرة، للتغلب على العديد من المشاكل التنموية ذات الطابع الاجتماعي إلى جانب الإنجازات التي تحققت بفضل تدخلات اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وتهم هذه التدخلات مجال محاربة السكن غير اللائق ومحاربة دور الصفيح والذي استفاد من برامجه الآلاف من المواطنين ومواصلة العمل في هذا النطاق قصد الوصول إلى القضاء النهائي على هذه الظاهرة. كما تهم نفس التدخلات قطاع الشباب والرياضة والبيئة والمرأة ومحاربة الأمية وغيرها من المجلات الاجتماعية. وأكدوا على ضرورة الرفع من وتيرة التنمية الاجتماعية، وعلى الشفافية وتخليق الحياة العامة والعمل في إطار التضامن بين مختلف المصالح المتدخلة. وقدم بالمناسبة عرض حول حصيلة عمل اللجان التقنية المحلية المكلفة بإعداد المخططات الجماعية للتنمية المحلية بعمالة المحمدية. وتطرق العرض إلى عدد من المحاور منها أساسا الإطار العام لإعداد المخططات الجماعية والمخطط الإقليمي للتنمية وكذا الاتفاقيات القطاعية الموقعة في إطار المخطط الإقليمي للتنمية خاصة في قطاعي الشباب والرياضة والبيئة. وتضمن برنامج هذا اللقاء، الذي شارك فيه ممثل عن المديرية العامة للجماعات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبون وجمعيات من المجتمع المدني، ورشات عمل انكب المشاركون فيها على تدارس انتظارات الجماعات المحلية بخصوص المواكبة التقنية لإعداد المخططات الجماعية للتنمية.