1انطلقت مساء أمس الخميس بمكناس فعاليات مهرجان "شجرة الزيتون" في نسخته الثانية، التي اختير لها شعار "إحياء منتوج محلي راسخ في تقاليدنا العريقة"، وذلك وسط أجواء احتفالية متميزة تنم عن أهمية ورمزية هذه الشجرة المباركة في حياة ساكنة العاصمة الإسماعيلية. وتعرف هذه الدورة، التي تنظمها، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 19 يونيو الجاري، جمعية "الاتحاد من أجل تنمية شجر الزيتون بمكناس" والقطب الزراعي للزيتون، مشاركة عدد من الفاعلين في قطاع زيت الزيتون من المغرب وتونس وسورية إلى جانب دول لها باع طويل في إنتاج هذه المادة بحوض البحر الأبيض المتوسط من قبيل إيطاليا وفرنسا واليونان وإسبانيا والبرتغال. ويأتي احتضان مكناس أو "مكناسة الزيتون" لهذا العرس، الذي يحتفي بشجرة الزيتون، كما عبر عن ذلك المنظمون في الجلسة الافتتاحية، اعتبارا لما تشكله هذه الشجرة من إرث تاريخي وثقافي بالمنطقة منذ العهد الروماني ولارتباطها بالحياة اليومية للساكنة وبعاداتها وتقاليدها، حتى أضحت عاصمة تاريخية للزيتون بالمغرب، وسوقا هاما لزيت الزيتون على مستوى حوض المتوسط. وأكد والي جهة مكناس-تافيلالت السيد محمد فوزي، في كلمة له، أن اختيار مكناس لم يكن اعتباطيا لاحتضان مهرجان شجرة الزيتون وكذا المعرض الدولي للفلاحة السنوي، بل هو اختيار نابع من كون جهة مكناس-تافيلالت تتوفر على كل المؤهلات والشروط الضرورية لاحتضان التظاهرتين. واعتبر أن هذا المهرجان، الذي يندرج ضمن استراتيجية مخطط "المغرب الأخضر"، سيمكن المنطقة من دعم وتحسين مجال التنافسية في إنتاج زيت الزيتون وتحسين جودتها وتشجيع مجال البحث العلمي في القطاع. من جانبه، اعتبر الكاتب العام لوزارة الفلاحة السيد موحى مرغي أن هذه التظاهرة تتميز عن كل التظاهرات التقليدية المنظمة في المجال لكونها تشكل فرصة للنقاش والتفكير في الدور المتوخى من القطاع للإسهام بشكل فعلي وعملي في المجهودات التي تبذلها الدولة من اجل تنمية هذا القطاع الواعد، مؤكدا دعم الوزارة لمثل هذه المبادرات التي لها انعكاسات إيجابية ونتائج هامة على قطاع زيت الزيتون. واستعرض السيد مرغي الأدوار التي تضطلع بها شجرة الزيتون وأهميتها على المستويات الفلاحي والاقتصادي والاجتماعي بالمغرب كحماية والمحافظة على الموارد الطبيعية وإسهامها كقطاع في توفير منتوج غذائي جد هام حيث تحتل مساحة تناهز 680 ألف هكتار أي أزيد من 55 في المائة من المساحة المخصصة لغرس الأشجار، إلى جانب إسهام القطاع بنسبة تفوق 15 في المائة من الصادرات الفلاحية الغذائية الوطنية. وبالنسبة لسفير إيطاليا بالمغرب السيد أومبيرتو لوشيسي، الذي اختيرت بلاده ضيف شرف المهرجان، فقد جدد استعداد بلاده والتزامها بتطوير إنتاج وتحسين جودة زيت الزيتون بالمغرب ومواكبة جميع مراحل هذا التطور وفتح فرص جديدة أمامها في الأسواق الإيطالية، وكذا الدولية عبر التعريف بها أكثر وبإمكانياتها. ومن جانبه، أكد السيد نور الدين الوزاني، الكاتب العام للجمعية والمسؤول عن اللجنة التنظيمية، أن هذا الحدث الاستراتيجي يروم بالخصوص إلى النهوض أكثر بقطاع زيت الزيتون والتعريف أكثر بمنافعها الغذائية لدى المستهلك خاصة المغربي الذي لا يتجاوز معدل استهلاكه اثنين كلغ في السنة بينما المستهلك الإيطالي يصل معدل استهلاكه لها ب12 كلغ واليوناني ب22 كلغ، إلى جانب دعم وتسويق زيت زيتون ذات جودة عالية بالسوق الوطنية والدولية، وعقد شراكات جديدة وكذا تشجيع اختيار جهة مكناس-تافيلالت كوجهة سياحية. ويتميز برنامج هذا الحدث الذي يحمل أيضا بعدا ثقافيا من خلال تنظيم معرض تشكيلي وتقديم عروض خاصة بتاريخ شجر الزيتون بجهة مكناس وإلقاء محاضرات وتنظيم ورشات حول جودة زيت الزيتون والصحة والطبخ والبيئة إضافة إلى حفلات حول تذوق وتقديم أنواع زيت الزيتون التي تزخر بها جهة مكناس-تافيلالت وجهات أخرى بالمغرب. كما يتضمن البرنامج تنظيم لقاء تجاري حول "بورصة زيت الزيتون" ومسابقة لأفضل زيت زيتون، وورشة ومسابقة "ارسم لي شجرة للزيتون" لفائدة الأطفال. يشار إلى أن المهرجان ينظم بشراكة مع ولاية جهة مكناس-تافيلالت ومجلس الجهة وسفارة إيطاليا إلى جانب القرض الفلاحي، وبدعم عدد من المؤسسات.