دعا أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، اليوم الخميس في بكين، السلطات الصينية الى مأسسة علاقاتها مع منظمة المؤتمر الإسلامي. وأفادت مصادر بالمنظمة لوكالة المغرب العربي للأنباء في بكين إن أوغلو اقترح خلال مباحثاته مع رئيس البرلمان الصيني وو بانجوو "فتح قنوات رسمية بين المنظمة وحكومة جمهورية الصين الشعبية، بغية تعزيز التشاور السياسي الدولي بين الجانبين". وقال إن "هناك العديد من الوسائل المتاحة لمأسسة هذه العلاقة وتقويتها بالصورة التي تصب بالنفع على دول العالم الإسلامي والصين". وبدأ أوغلو اليوم زيارة رسمية للصين هي الأول من نوعها التي يقوم بها أمين عام لمنظمة المؤتر الإسلامي لهذا البلد الآسيوي حيث توجد أقلية مسلمة تفوق 20 مليون نسمة، وسيطلع خلالها على أحوال الاقليات المسلمة وذلك سنة بعد أحداث إقليم شينجيانغ الدامية (شمال غرب) والتي خلفت مقتل نحو 200 شخص إثر مواجهات بين أقلية الويغور المسلمة وقومية الهان ذات الغالبية في الصين. وسيزور أوغلو بعد بكين ثلاثة مدن رئيسية تعتبر المعاقل التقليدية للمسلمين الصينيين منذ دخول الإسلام لهذا البلد الآسيوي قبل مئات السنوات، ويتعلق الأمر بمدينة إينتشوان عاصمة مقاطعة نيغشيا لقومية هوي المسلمة، (شمال وسط) وأورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ لقومية الويغور المسلمة ثم مدينة قاشقار (أقصى جنوب غرب) المدينة التاريخية على طريق الحرير والتي كانت مركزا إسلاميا رائدا في المنطقة. وحسب المصادر نفسه فقد أكد بانجوو خلال المباحثات حرص الصين على زيادة معدلات التنمية في غرب الصين، وبخاصة إقليم شينغيانغ لقويمة الويغور المسلمة الذي يعاني مشاكل اقتصادية، وشهد في 5 يوليو الماضي. وقال بانجوو خلال اللقاء إن "الحكومة المركزية تسعى إلى زيادة حجم الاستثمارات في مناطق غرب الصين لتصل إلى 414 مليار دولار خلال السنوات المقبلة من أجل سد الفجوة الحاصلة في معدلات التنمية بين شقي الصين (الشرق الغني والغرب الفقير)، فضلا عن تعزيز برامج التعليم، وخلق فرص عمل للحد من البطالة التي تعاني منها المقاطعات الغربية. وأضاف في هذا الصدد أن حكومة بلاده تسعى إلى مساواة معدلات التنمية بين شرق وغرب الصين بحلول عام 2015. وأعرب بانجوو، عن تقديره الكبير للدور الذي تقوم به منظمة المؤتمر الإسلامي، لافتا إلى أنها وباعتبارها ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأممالمتحدة لها تأثير كبير في العالم من خلال جهودها التي تعمل على الحفاظ على مصالح العالم الإسلامي. وشدد بانجوو على حرص بلاده على إقامة علاقات قوية ومتينة مع دول العالم الإسلامي، لافتا إلى أن 55 دولة من بين 57 دولة عضو في المنظمة لديها سفارات في بكين. وكان الأمين العام لمنظمة المؤتمرالإسلامي قد التقى في وقت سابق اليوم جاي جيون نائب وزير الخارجية الصيني المكلف بشمال إفريقيا وغرب آسيا، حيث بحث معه إطلاق برامج مشتركة في مجالات ثقافية عديدة، وسيجري غدا الجمعة مباحثات مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيه شيه. وكانت مصادر مطلعة قد أكدت أن أكاديمية العلوم السياسية الصينية (مؤسسة التفكير التابعة للقيادة الصينية) كانت قد رفعت في وقت سابق إلى الحكومة مقترحا بإيجاد صيغة لتمثيل الصين في المنظمة. وأضافت المصادر أن الحكومة الصينية وفي زيارة سابقة لوفد المنظمة إلى بكين في يوليو 2009، كانت قد طرحت استفسارات حول شروط (عضوية مراقب) في المنظمة. وأشارت إلى أن هناك وسائل عديدة لتدعيم أسس التشاور بين الجانبين تتمثل إما في حصول الصين على عضوية مراقب على غرار العضوية التي حصلت عليها روسيا الاتحادية في عام 2005، أو من خلال تعيين مبعوث خاص للصين لدى المنظمة كمبعوث الرئيس الأمريكي، أو عبر رفع مستوى ضابط الاتصال بين الطرفين.