أشادت صحيفة سودانية بمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الذي تقدم به المغرب، وبالاستحسان والتأييد الذي قوبل به في المحافل الإقليمية والدولية، وخاصة التقرير الذي أصدره مؤخرا المعهد الأوروبي للدراسات الاستراتيجية. وأوضحت صحيفة "آخر لحظة" في مقال بعنوان "البوليساريو تآكل وتناقض وانهيار"، أن المقترح المغربي للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية قوبل بتأييد الأممالمتحدة وأوروبا والولايات المتحدة، ووصف ب`"الجاد والنزيه". وأبرز كاتب المقال، بالمقابل، أن الطرح الانفصالي لم يعد يجد له مؤيدين، لاسيما في هذا العالم الذي يميل إلى التكتل في اتحادات وتكتلات وما شابهها، مشيرا إلى مضامين الدراسة التي أصدرها المركز الأوروبي للدراسات الإستراتيجية (مقره بروكسل) والتي أكد فيها أنه على (البوليساريو) أن تحذو حذو الحركات التي أبانت عن نضج كبير في التعامل مع مطالبها والانخراط في العملية السياسية. واعتبر كاتب المقال استنادا إلى التقرير أن الإملاءات الجزائرية كانت وراء تعنت (البوليساريو)، معتبرا أن هذا التعنت ينتج عنه الحفاظ على نفس الخط السياسي الراديكالي بينما موقف المغرب في تصاعد. كما أشار إلى أن التقرير يؤكد أن ممارسات هذه القيادة (البوليساريو)، إضافة إلى فشل سياستها، قد فقدت الشرعية إزاء سكان مخيمات تندوف المحتجزين، مما أدى إلى انشقاقات في صفوفها، مبرزا أن تقرير المركز اعتبر أن (البوليساريو) قد تحولت إلى أكبر داعم لحركات الارهاب في منطقة الساحل. وذكر أن التقرير سلط الأضواء على العلاقات المحتملة بين (البوليساريو) وتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، ويحاول تقديم صورة عن تطور (البوليساريو) ومآلاته، وإعطاء نظرة عن تنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة، مما يمكن من تقديم مدى إسهام (البوليساريو) في دعم القاعدة بحيث أصبحت أكبر داعم للإرهاب في منطقة الساحل. وأضاف كاتب المقال أن المعهد الأوروبي للدراسات الاستراتيجية قد استند في إعداد هذا التقرير على دراسة معمقة لعدة مصادر مفتوحة مثل مقالات لصحافة إقليمية ودولية، وتقارير لمنظمات غير حكومية ومنظمات دولية ومراكز أبحاث مستقلة، إضافة إلى لقاءات مع شهود على تطور (البوليساريو) وفاعلين في مجال الأمن الإقليمي في منطقة شمال افريقيا.