أبرزت صحيفة (الخرطوم) السودانية " التأييد المنقطع النظير" الذي أبداه أعضاء بارزون بالكونغرس الأمريكي لمبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية . وأشارت الصحيفة في مقال بعنوان " أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي يؤيدون مبادرة الحكم الذاتي لحل النزاع حول الصحراء المغربية" لكاتبه أسامة هلال، إلى أن بعض الوجوه البارزة بالكونغرس الأمريكي بغرفتيه، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وجهوا رسالة مؤخرا إلى كاتبة الدولة في الخارجية السيدة هيلاري كلينتون، دعوا فيها إلى إيجاد تسوية لنزاع الصحراء على أساس مبدأ الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مما " يشكل تأييدا مهما ولا لبس فيه " لمقترح المملكة. وأكد كاتب المقال أن الرسالة المذكورة تحمل توقيعات شخصيات بارزة في مجلس الشيوخ الأمريكي ، ذات تأثير على توجهات السياسة الأمريكية ، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي . وأضاف أن هذا الدعم للمقترح المغربي بتخويل حكم ذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، والذي يأتي بعد مبادرة مماثلة عبر عنها نحو 229 عضوا بالغرفة السفلى في أبريل الماضي، في رسالة وجهوها إلى الرئيس أوباما ، يؤكد تطابق وجهات النظر بالكونغرس بين الهيئتين التشريعيتين الأمريكيتين، حول الدعم المتزايد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لمخطط الحكم الذاتي . وأشار إلى إعراب أصحاب الرسالة عن قلقهم حيال عدم الاستقرار المتزايد في شمال افريقيا بسبب تزايد الأعمال الإرهابية ، وتأكيدهم على أنه " من الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة دعم تسوية نزاع الصحراء على أساس مقترح الحكم الذاتي". وذكر كاتب المقال، في هذا الصدد، بأن الموقعين على هذه الرسالة أكدوا أن الرهانات بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في شمال افريقيا واضحة، وأن نفوذها يمكن أن يؤدي بكيفية ملموسة إلى وضع مغاير من خلال التشجيع على تنسيق أكبر بهدف تقليص التهديد الإرهابي والقضاء عليه، وبتشجيع الاندماج في المنطقة الواعدة من حيث الرخاء والنمو الاقتصادي، مضيفا أن الموقعين خلصوا إلى أن " من شأن تسوية قضية الصحراء إزالة آخر الحواجز التي تعيق الاستقرار في المنطقة". وأضاف أن مبادرة الحكم الذاتي كانت كذلك محور اهتمام في مداخلات ندوة الأمن الأورومتوسطي التي نظمت بالرباط يوم 23 مارس الماضي بحضور مجموعة من الخبراء من المغرب وأوروبا ، والتي دعا خلالها المغرب على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد الطيب الفاسي الفهري إلى وضع استراتيجية أورومتوسطية مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه هذه المنطقة الاستراتيجية. وجاء المقال على ذكر بعض المداخلات التي أكد فيها أصحابها أن مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لتسوية قضية الصحراء تحت السيادة المغربية سيشكل بدون شك عاملا أساسيا للسلم والأمن في المنطقة ، وأن المغرب " انطلاقا من وعيه بالتكلفة المرتفعة لغياب المغرب العربي ، قدم مشروعا جريئا للحكم الذاتي في الأقاليم سيشكل بلا شك عاملا أساسيا للسلم والأمن في المنطقة التي تعتبر اليوم الخطر الرئيسي لغياب الاستقرار ليس فقط على المنطقة القريبة منها، وإنما على منطقة المتوسط وأوروبا ". ومن جهة أخرى، ذكر الكاتب أسامة هلال بتشكيل اللجنة الاستشارية للجهوية ، التي أعلن عنها صاحب الجلالة في 3 يناير الماضي، مبرزا أن عمل هذه اللجنة يرتكز على الالتزام بالتضامن، وعدم اختزال الجهوية في مجرد توزيع جديد للسلطات بين المركز والجهات، مع اعتماد التناسق والتوازن في الصلاحيات والإمكانيات ، وتفادي تداخل الاختصاصات أو تضاربها بين مختلف الجماعات المحلية والسلطات والمؤسسات.