في إطار مسارات فنانين من الرباط"، تعرض الفنانة البلجيكية من أصل مغربي جميلة البدوي من 18 إلى 30 يونيو الجاري بالمركز الثقافي أكدال بالرباط . وستقدم جميلة البدوي، التي اختيرت "نبضة قلب 2008" ل"مسارات فنانين بسان جيل" ببروكسيل ، للمرة الأولى بالمغرب إبداعاتها التشكيلية والنحتية التي تعكس نظرتها "للتوازن الهش " للعالم. وتوضح الفنانة التشكيلية أن "مغزى العمل يتولد من التذكير بهشاشة الأشياء التي تتركب وتتفرق بشكل سريع، وتستقر على شكل محاولة لمصالحة الماضي الذي يفر، والحاضر الذي يمر من أجل الإعلان عن المستقبل الباحث بشكل دائم عن التوازن". وتولي الفنانة الأولوية للفطرة، وتشد الأنظار بالاشتغال على الشكل واللون بالخصوص. وهي تزاوج بين المواد وبين التقنيات. وفي مسعاها "للبحث عن التوازن"، ولتقديم رؤيتها للعالم المعاصر، تسرح بخيالها من خلال تشكيل تجريدي يدع الباب مفتوحا أمام شتى التأويلات. وتكرس جميلة البدوي إبداعها منذ سنوات للتشكيل. ولكنها مع مواصلة تفضيلها لهذا الفن، بدأت تلامس فن النحت. وجربت العديد من الأساليب مع غنى في الأشكال والتقنيات. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الفنانة "وددت أن أقدم مظهرا آخر من عملي وتغيير الوسائط . فهناك الكثير من الرمزية في اختيار المواد. وأحاول أن أشتغل بالقليل الذي أتوفر عليه. فأنا أتوجه يوميا إلى أسواق المتلاشيات من أجل اقتناء مواد تهمني وأتمكن بواسطتها من ابتكار أشياء كثيرة". وكانت جميلة البدوي، التي نظمت عدة معارض فردية لأعمالها، شاركت أيضا في معارض جماعية على غرار معرض "أسوار ليسبوار" الذي نظم في نونبر 2008 بهال شاربيك ببروكسيل حيث قدمت أيضا بالخصوص "كرسيا كهربائيا للأطفال" وهو عمل أنجزته "من أجل التنديد بوضعية أطفال العالم الذين يعانون من الاعتداءات أو الذين يعيشون في وضعية الحرب أو الجوع، وبخاصة منهم الأطفال الفلسطينيون". كما قدمت أعمالها خلال معرض "كيب وسكوير" في إطار لقاءات سان جيلواز 2010 التي أتاحت للجمهور اكتشاف عدد من الفنانين الذين يشتغلون على شكلي المربع والمكعب من خلال تمظهرات مدهشة. وأضافت جميلة البدوي قولها "عرضت أيضا في نونبر المنصرم بباريس منحوتة معدنية. لقد أنجزتها قطعة قطعة، وأسفرت عملية التجميع عن عمل فني فريد يمكنني تغيير مكانها واستبداله، وحيث لا شيء يبقى جامدا على غرار عالمنا الذي يشهد تحولات باستمرار". وأعربت الفنانة عن ارتياحها لعرض إبداعاتها بالمغرب، وقالت، في هذا الصدد، "إنني مسرورة جدا لتمكني من عرض أعمالي لأول مرة في المغرب بلدي الأصلي، وتمكني من مشاطرة إبداعاتي مع الجمهور المغربي". كما أعربت جميلة البدوي، التي أتيحت لها فرصة زيارة عدة أروقة بالمغرب حيث التقت بعدد كبير من الفنانين، عن "انبهارها" بالازدهار الثقافي والفني الذي تعرفه البلاد. وستعرض الفنانة أيضا من 25 يوليوز إلى 10 غشت 2010 بالعرائش في إطار "مدينإكسبو" خلال المهرجان الدولي للغناء والقيثارة. وكانت "مسارات فنانين من سان جيل" ببروكسيل استقبلت من 7 إلى 23 ماي الماضي الفنان المغربي الشاب نبيل باحيا وذلك في إطار التبادل مع مسارات فنانين بالرباط". وتمثل هدف هذه التظاهرة في ربط علاقات بين الفنانين والجمهور وكذا بين الفنانين بعضهم البعض وتشجيع الإبداع الفني والتعاون والتبادل الثقافي.