(من مبعوث الوكالة نورالدين الزويني) اختتمت مساء أمس السبت فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان فاس للموسيقى العريقة بحفل غنائي دولي من فن " الكوسبيل " أحيته المغنية سيستا كي،وكذا فرقة (البليند بويس) من مدينة (ألاباما) الأمريكية. وتمثل كل من المغنية سيستا كي وفرقة (البليند بويس) جيلا جديدا من الفناين السود بالولايات المتحدة يجسدون ذلك التأثير الذي كان لفن (البلوز)على غناء "الكوسبيلّ" أو الغناء الإنجيلي لزنوج أمريكا الشمالية. وتميزت الأغاني التي قدمتها المطربة الشابة سيستا كي المنحدرة من مدينة سان فرانسيسكو في الجزء الأول من هذا الحفل بموسيقى زاوجت بين "الكوسبيل "الأصيل و" الجاز " و" الهيب هوب " و"البلوز ". ومن جهتها تضمنت الأغاني التي أدتها فرقة "البليند بويس" من ألاباما،ترانيم وتراتيل من الغناء الإنجيلي مصحوبة بموسيقى من العالم القروي في الميسيسيبي بالولايات المتحدة،أو للسكان الزنوج من أصل إفريقي الذين كانوا في الماضي عبيدا يرغمون على العمل في مزارع القطن. وتعتبر فرقة "البليند بويس" من المجموعات الغنائية الأكثر نجاحاً والأكثر مبيعاً في العالم بالنسبة لفرقة بوب. وقد أصدرت ألبومها الغنائي الأول" باك ستيريت بويس" عام 1996 وانتشر في أوروبا حيث بيعت منه أكثر من 11 مليون نسخة. وصدرت للفرقة بعد ذلك عدة ألبومات غنائية من ضمنها ألبوم بعنوان" هكذا نحن " صدر عام 2009 واعتبر من أفضل الألبومات في تلك السنة،حيث احتوى على أغان من نوع البوب الذي اشتهرت به الفرقة، ونوع ال(ار ان بي) المفضل لدى الجيل الحالي من محبي الموسيقى الغربية. كما اختيرت الفرقه ضمن قائمه الفنانين الأكثر تأثيرا في الموسيقى في العالم محرزة المركز الرابع. وفي حفل متميز آخر أحياه عشية أمس بموقع " متحف البطحاء " التاريخي العازف على آلة الساكسوفون وأحد عمالقة فن "الجاز " في العالم دافيد موراي (كوادالوبي) الحائز على جوائز عالمية عديدة,رفقه عازف آخر على نفس الآلة هو أرشي شيب ، تم تقديم عروض في الموسيقى "الأفروأمريكية " بأسلوب يرمز لاستمرار الأثر الذي خلفته فترة العبودية في الذاكرة المعاصرة. ويقوم هذا الأسلوب الموسيقى على الدور الكبير الذي تلعبه الطبول التي هي سيدة التظاهرات الاحتفالية "الأفروكرايبية"، من كوبا إلى جمايكا ومن ساحل كولومبيا إلى كوادالوبي،حيث يظل التعبير الإيقاعي هو العنصر المركزي في الطقوس الروحانية الهادفة إلى الإرتقاء بالروح إلى مدارج الكمال وفضاء الطمأنينة. ويظل فن العزف على الطبول في كوادالوبي مصدر إلهام للموسيقيين في فن "الجاز"وجلهم ينحدرون من إفريقيا. كما تضمن برنامج اليوم الأخير من المهرجان حفلا أقيم بموقع " باب بوجلود" في إطار" مهرجان المدينة " المقام موازاة مع المهرجان الرسمي،أحيته فرقة "الأصوات الكبرى"لمدينة حلب السورية،وأدت خلاله موشحات وأشعارا وأناشيد غنائية صوفية، وأغان في العشق والغزل والسلام،وذلك في ثاني حفل تحييه في إطار المهرجان. وفي سياق "الليالي الصوفية "المقامة كذلك في إطار هذا المهرجان أحيت " الطريقة التواتية الوزانية " مع إدريس أبو صبر الزرهوني ليلة في" دار التازي " التاريخية أنشدت خلالها قصائد شعرية صوفية غنائية وأذكارا وأمداح دينية . وقد تأسست هاته الطريقة الصوفية بمدينة وزان على يد الشيخ مولاي عبد الله في القرن 17م ،وحافظت على تقاليد الزوايا الصوفية بتنظيمها لحلقات للإنشاد الديني في عدة مناطق من المغرب وشمال إفريقيا. ومن جهة أخرى تم في إطار"أيام التراث" التي هي إحدى فقرات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة تنظيم جولة أطلق عليها اسم "جولة المعرفة" وشملت مواقع خاصة بالحرف التقليدية بالمدينة العتيقة بفاس، وهي "دار التازي"،و"باب بوجلود"،و"الشرابليين"،و"النجاريين"،و"الدباغين"و"الصفارين"،و" الصباغين".