انطلقت مساء اليوم الخميس بمدينة زاكورة فعاليات الدورة السابعة للفيلم عبر الصحراء وذلك بحضور نخبة من الممثلين والمخرجين والنقاد والمنتجين السينمائيين المغاربة والأجانب. وتخصص دورة هذه السنة من المهرجان للاحتفاء بالسينما الأمريكية إذ ستتاح الفرصة لسكان مدينة زاكورة وضيوفها الفرصة للاستمتاع بعدد من الأفلام الأمريكية التي اتخذت من الفضاء الصحراوي مجالا لتصوير مشاهدها. وخلال حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية، أكد عامل إقليم زاكورة السيد لحسن أغجدام، في كلمة بالمناسبة، أن المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بعد بلوغ دورته السابعة أصبح موعدا ثقافيا مهما يستقطب المهتمين بمختلف المستجدات الطارئة في مجال الفن السابع من مغاربة وأجانب، فضلا عن كونه غدا موعدا محوريا ضمن أجندة المهرجانات السينمائية الوطنية. وأوضح السيد أغجدام أن حضور السينما الأمريكية في هذا الملتقى سيمكن جمهور مدينة زاكورة من اكتشاف جانب من الإبداع الأمريكي المتميز في مجال الفن السابع، لاسيما وأن السينما الأمريكية التي تحتل الريادة على الصعيد العالمي تستغل كل الفضاءات الطبيعية في إنتاجاتها بما فيها فضاء الصحراء الذي يعد تيمة محورية في مهرجان زاكورة. وسجل عامل الإقليم في هذا السياق الدور الذي تضطلع به الصحراء كفضاء يشكل مصدر إلهام بالنسبة للسينمائيين، وموطنا للسكينة والهدوء والتأمل، داعيا إلى توظيف هذا المعطى، إلى جانب مؤهلات محلية أخرى من ضمنها القصبات والقصور والجبال والواحات، للمساهمة في التنمية الثقافية والسياحية بالمنطقة. ومن جهته، أعلن السيد محمد علي الهيلالي مدير المهرجان أن هذا الملتقى الثقافي والفني استطاع أن يرفع تحدي الاستمرارية والاحترافية، مبرزا غنى وتنوع برنامج الملتقى الذي يتوزع بين ما هو ثقافي وما هو ترفيهي واجتماعي، إلى جانب الدور التربوي الذي يحتل مكانة مركزية ضمن هذه الدورة ، وذلك عبر الانفتاح على المؤسسات التعليمية بعدد من الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم. ودعا السيد الهيلالي مختلف الفاعلين إلى العمل، كل من موقعه، على جعل مهرجان زاكورة للفيلم الدولي عبر الصحراء ملتقى للترويج لمبادئ التعددية والانفتاح والحوار التي تنهل من معين القيم الإنسانية، والمساهمة بالتالي في إكساب المهرجان بعدا كونيا. أما السيد روبير جاكسون المستشار بالسفارة الأمريكية بالرباط، فذكر، في كلمته، بالمناسبة بكون السينمائيين الأمريكيين اكتشفوا المغرب كفضاء لتصوير الأفلام السينمائية منذ عقد الستينيات من القرن الماضي، مشيرا إلى أن سجل الإنتاجات السينمائية الأمريكية حافل بعناوين لأفلام شهيرة صورت في المغرب من ضمنها فيلم "لورانس العرب" الذي سيتم عرضة خلال هذه الدورة. وبعدما سجل الجدية والحماس اللذين ميزا الإعداد لهذا المهرجان، أكد السيد روبير جاكسون أن مصالح السفارة الأمريكية حرصت على دعم هذه التظاهرة من خلال استدعاء السينمائي الأمريكي جون ماك نولتي، إلى جانب الخبير المغربي عبد المجيد حجي للإشراف على تأطير الورشات التكوينية المبرمجة في إطار هذا الملتقى والتي ستهم مجالي "إدارة الممثلين" و"التكنولوجيات الجديدة في المجال السمعي البصري". وتميز حفل افتتاح الدورة السابعة للمهرجان بتسليم درع تكريمي للسيد أحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بصفته واحدا من أبرز الفاعلين على الصعيد الوطني في حقل العمل المدني والدفاع عن حقوق الإنسان، وتسلمه بالنيابة عنه الفاعل الحقوقي حميد الكام. كما تم بالمناسبة ذاتها تقديم أعضاء لجنة تحكيم مسابقة السيناريو التي تم إطلاقها في إطار فعاليات الدورة السابعة للمهرجان والتي ترأسها السينمائي الأمريكي جون ماك نولتي ، وضمت في عضويتها كلا من المخرج السينمائي حسن بنجلون، والسيناريست محمد عريوس، والفنانة المسرحية لطيفة أحرار، والمنتجة الكندية كريستين جيرفي. وفي ختام حفل الافتتاح، كان لجمهور المهرجان موعد مع أول شريط سينمائي مبرمج في إطار هذه التظاهرة وهو الفيلم الفرنسي الطويل "وقت الاحتفال انتهى" وذلك بحضور مخرجه فريديريك شينياك، إلى جانب عدد من الممثلين الذين شخصوا أدوارا في هذا الفيلم الذي صورت بعض مشاهده في مدينة ورزازات. ومن جملة الأشرطة السينمائية التي سيستمتع جمهور الفن السابع وعموم المواطنين في زاكورة بمشاهدتها خلال أيام المهرجان، سواء في قاعات العرض أو في الهواء الطل، فيلم "آخر فرسان الصحراء" من توقيع سيرجاي ياسترزيمبسكي، و"نفس الصحراء" لفارنسوا كوهلر، و"حلم أريزونا" من توقيع إمير كوستوريكا، و"البراق" لمحمد مفتكر. كما سيكرم المهرجان الفنانة المغربية المقتدرة فاطمة الركراكي باعتبارها إحدى الرائدات على الصعيد الوطني في مجالي السينما والمسرح.