تجسد الخيام الموضوعاتية المنصوبة في "ساحة السلم والتسامح"، التي احتضنت فقرات موسم طانطان الثقافي والسياحي، مظاهر وتقاليد الحياة اليومية للبدو والرحل بالصحراء. وإلى جانب هذه الخيام الموضوعاتية البالغ عددها 22 خيمة، نصبت 33 قبيلة صحراوية مغربية أزيد من خمسمائة خيمة جنبا إلى جنب مشكلة بذلك تجمعا على شكل "فريك" يرجع بالذاكرة إلى الأجيال السابقة عندما كانت البداوة ببساطتها وحميميتها تمثل نمط العيش في الصحراء قبل انتقال غالبيتها العظمى من الترحال إلى الاستقرار بالمدن.
وشكلت هذه التظاهرة فرصة سانحة للرحل لعرض كل ما له علاقة بالموروث الثقافي وعيش الإنسان الصحراوي والأنشطة التي يزاولها منذ عقود من الزمن والآليات التي يستعملها في حياته اليومية.
وتمثل خيمة القافلة وحياة الترحال الطريقة التي كان يتم بها التبادل التجاري من خلال المقايضة بين مختلف القوافل التي تأتي بعضها من الجنوب محملا بالقمح ووبر الجمال والتمور وتلك القادمة من الشمال المحملة بالثياب والشعير والقمح والزيت.
وبينما تبرز خيمة العرس تقاليد الزواج الصحراوي والعادات التي ترافقه، نجد خيمة "التحكيم العرفي" التي تجسد المجلس القبلي للتحكيم (آيت الأربعين) الذي كان يجتمع للحسم في النزاعات التي تنشب بين أفراد والقبيلة.
وتشكل خيمة الألعاب الشعبية مناسبة للزائر للتعرف عن الألعاب الجماعية البسيطة التي يلهو بها سكان الصحراء أثناء أوقات فراغهم منها على سبيل المثال "السيك" و"أراح" و"كبيبة" و"أردوخ".
وبالإضافة إلى خيمة الطب الشعبي التقليدي التي عرضت الأعشاب التي يستعملها البدو في علاج بعض الأمراض ك"أكندي" و"الشقيقة" و"الشطبة" و"المحور"، هناك خيمة تعرف بمنتجات الصناعات التقليدية التي برع في إبداعها الإنسان الصحراوي كالصياغة وصباغة بعض المنتجات الجلدية النفعية والنقش على الخشب والنحاس.
ومما أثار فضول وإعجاب الزوار، خيمة المحضرة (التعليم العتيق) التي تمثل بالنسبة للإنسان الصحراوي جامعة متنقلة حيث يتلقى فيها الطالب المبادئ الأولية للقراءة والكتابة وتعليم أصول الفقه والدين.
وقد تم في هذه الخيمة التي أشرفت عليها جمعية (محضرة أبا حزم لتعليم القرآن الكريم بطانطان)، عرض كتب ومخطوطات يدوية للأسلاف الأوائل والعلماء حفظة القرآن ومثول الحديث والتي تعود إلى حوالي قرنين من الزمن.