أشاد الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بافريقيا السيد جان بيير مباسي بالجهود الهامة التي يبذلها المغرب، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لإعطاء الأمل للساكنة وتحسين ظروفهم المعيشية. وأضاف في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال الندوة التي تنظمها وزارة الداخلية من 24 إلى 26 ماي الجاري بمراكش حول موضوع "التنمية الحضرية بين النظرية والتجارب العملية"، أنه أمام هذا الجهد الكبير، يستوجب على المواطنين والمنتخبين التعبئة من أجل إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل الملحة التي يمكن أن تواجهها الساكنة على أرض الواقع. وقال "بين سنوات السبعينيات واليوم، يجب الاعتراف بأن المغرب تقدم بشكل ملموس وأن المملكة استطاعت القيام بجهود كبيرة لضمان استمرارية هذا التقدم ولتحسين مستوى عيش المغاربة"، مشيرا الى أن المغرب شق مسارا هاما في مجال التدبير الحضري، وذلك عبر وضع آليات فعالة كفيلة بإخراج جل المواطنين من السكن العشوائي. وبعد أن أشار الى أن تزايد السكن العشوائي ونقص التجهيزات يعتبران أحد المشاكل الكبرى التي تعرفها عدد من المدن في العالم العربي، لاحظ السيد مباسي أنه بالنسبة للمغرب ، فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بصدد تحقيق نتائج جيدة، والتي تنضاف اليها مختلف الأعمال التي تقوم بها وكالة التنمية الاجتماعية، والمديرية العامة للجماعات المحلية، ووزارة الداخلية، لتأهيل تجهيزات الجماعات المحلية. وأوضح أنه يجب تكثيف هذه الجهود، وأن المغرب، يعد على هذا المستوى، سباقا الى العديد من المبادرات كتلك التي يقوم بها صندوق التجهيز الجماعي، مبرزا أن المملكة توجد في الطليعة في مجال التنمية النظيفة، بعد أن نجحت في ايجاد حلول مناسبة لعدد من الاشكاليات الكبيرة على المستوى العربي. واعتبر السيد مباسي أنه على الدول العربية الاستفادة من التجربة المغربية، مشيرا الى أنه حان الوقت لقيام كافة الجماعات المحلية والمدن العربية بتشجيع تبادل التجارب والخبرات في مجال التنمية الحضرية. وقال في هذا الصدد إنه من الضروري بالنسبة للبلدان العربية والاسلامية وبالنسبة للدول النامية بصفة عامة، القيام بمحاولات جادة لمواجهة المشاكل المترتبة عن التعمير السريع للمدن. وتجدر الإشارة الى أن هذا اللقاء يروم تقديم الجوانب النظرية وكذا الوقوف على التطورات العلمية في مجال التخطيط الحضري والتحديات الكبرى التي تواجه المدن العربية، مع اقتراح الحلول المناسبة لتطوير مختلف المرافق والخدمات وإنعاش الاستثمار خدمة للمواطن وللتنمية المحلية المستدامة. كما تشكل هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصة لتقديم التجارب الرائدة وتبادل الخبرات في مجال تدبير وتنظيم الحواضر. ويشارك في هذه التظاهرة العربية مسؤولون من مستوى عال وممثلون عن الجماعات المحلية والقطاعات الحكومية المعنية ومختصون في قضايا التنمية الحضرية، من المغرب والمملكة العربية السعودية والأردن والسودان ومصر وسورية والجزائر والكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين واليمن وقطر. ويتضمن برنامج هذه الندوة جلسات عامة وأوراشا تتناول محاور تهم، بالأساس، التنمية الحضرية والتخطيط الاستراتيجي، والإسكان بالمدن والمرافق العمومية الحضرية والتنمية البشرية والتنمية المستدامة.