أكد المشاركون في لقاء دولي نظمته جامعة الأخوين بإفران اليوم الأربعاء، أن المناطق القاحلة تشكل 80 بالمائة من مساحة غالبية بلدان الشرق الأوسط وكذا شمال إفريقيا. وأشار المشاركون خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء الذي نظم حول موضوع " المناطق القاحلة: بيئات ومجتمعات مهددة "، إلى أنه وعلى مستوى بلدان شمال إفريقيا، في موريتانيا مثلا، فإن مساحة المناطق القاحلة بلغت 90 بالمائة. واعتبر رئيس جامعة الأخوين السيد ادريس أوعويشة أن النمو الديمغرافي يحدث طلبا بشكل متزايد على الأنظمة البيئية الهشة المتمثلة في المناطق القاحلة، مبرزا أن ظاهرة الجفاف يمكن أن تؤدي أيضا إلى اختلالات خطيرة. وقال إن مجتمعات الرحل وتلك التي تعيش حول الواحات طورت خلال آلاف السنين أنظمة مركبة للتنظيم السياسي والاجتماعي والاقتصادي من أجل التمكن من العيش في المناطق القاحلة، مضيفا أن المجتمعات مهددة اليوم بسبب مشاكل ندرة الموارد المائية. وذكر السيد أوعويشة أنه " حتى إذا طورت المجتمعات المحلية بالمناطق القاحلة خبرة في مجال مكافحة هذا التهديد، فإن هذه المعرفة لا ينبغي أن تظل على المخطوطات أو يتم فقدانها". من جهته، سلط الباحث الأمريكي دوغلاس جونسون من جامعة كلارك ( الولاياتالمتحدة)، الضوء على التجارب المحلية للبدو والمجتمعات التي تعيش في المناطق القاحلة، مشيرة إلى أن المناهج المعتمدة ترمي إلى مكافحة الجفاف. كما تطرق إلى مختلف التقنيات المستعملة بالأساس في شمال إفريقيا والشرق الأوسط من أجل مكافحة ظاهرة الجفاف، مشيرا إلى التدبير الجيد للموارد المائية النادرة المعتمد في بعض المناطق. وأبرز باحثون وخبراء آخرون أن التقنيات المعتمدة لتدبير الموارد المائية النادرة القائمة تعد فعالة وتحتاج لوسائل تكنولوجية أو مالية قليلة. واعتبر المتدخلون أن الاستثمار الأكبر يتمثل في الرأسمال البشري وكذا اليد العاملة التي ستصبح المناطق القاحلة من دونها في وضعية حرجة، أقل إنتاجية كما أن مواردها المائية ستتضاءل. ويعرف هذا اللقاء، الذي ستليه زيارة يومي 22 و23 ماي الجاري إلى واحة تافيلالت، مشاركة خبراء وباحثين يمثلون عددا من البلدان من بينها المغرب والجزائر والمكسيك والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة وكندا والسعودية. وحسب المنظمين، فإن هذا المؤتمر يهدف إلى جمع الخبراء والباحثين الوطنيين والدوليين من أجل النقاش والبحث عن حلول عاجلة لمشكل الجفاف في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط.