قال السيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، إن المغرب يثمن عاليا ما أفضت إليه المشاروات المتواصلة بين الطرفين العربي والصيني، وتبني وثائق عمل شاملة للميادين التي تهم مصالحهما المشتركة في كافة المجالات. وأضاف السيد الفهري في خطابه اليوم الجمعة أمام الدورة الرابعة لمنتدى التعاون العربي الصيني، المنعقدة في مدينة تيانجين (160 كلم شرق بكين)، "إن المغرب ملكا وحكومة وشعبا يحذوه كبير الأمل والثقة في منتدى التعاون العربي الصيني، وآلياته المختلفة للدفع الى الأمام بعجلة التعاون والتنمية المشتركة، نظرا لإمكانياتنا الحقيقية". وأكد أن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يصدر تعليماته السامية للديبلوماسية المغربية لتجعل من العلاقات مع الصين، البلد العريق ذي الحضارة والثقافة الألفية، نموذج الشريك في هذه المنطقة من العالم". ونوه السيد الفاسي الفهري بالدور الهام الذي تضطلع به الصين "كفاعل رئيسي ومؤثر في الساحة الدولية، ومساهمتها في تثبيت السلم والأمن الدوليين، وانخراطها المستمر في مساعدة الدول النامية والأقل نموا، على تحقيق تطلعاتها المشروعة في التنمية والرقي". وجدد التأكيد بالمناسبة على تأييد المغرب "المستمر والدائم للصين الواحدة"، داعيا الصين الى "مزيد من المساندة للقضايا العادلة للأمة العربية، وفي إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة متصلة وقابلة للعيش والاستمرار، وعاصمتها القدسالشرقية، وكذا دعم مبادرة السلام العربية باعتبارها حلا واقعيا ومسؤولا لإنهاء احتلال كافة الأراضي العربية". وأكد أن "صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس يبذل كافة الجهود من أجل الدفاع عن القدس وحمايتها أهلها، ويقوم بالاتصال بالقوى الدولية المؤثرة من أجل وقف جميع الإجراءات التي تمارسها الحكومة الاسرائيلية في القدس الشريف، وهي الإجراءات التي تعتبر مرفوضة". وذكر بأن "المغرب كما الصين ساهما منذ أكثر من خمسين سنة خلت في تأسيس وتمتين عرى الصداقة والتضامن والتآزر، هدفهما الأسمى تحقيق الأمن والرفاه والتقدم لشعوبنا العربية والصينية، فكان التضامن هو الصبغة البارزة لعلاقات الطرفين". وأوضح السيد الفاسي الفهري من جهة أخرى، أن المغرب إذ يسجل بارتياح كبير مشروع الإعلان المشترك حول إقامة علاقات التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية والصين في إطار منتدى التعاون العربي الصيني، ليعبر في ذات الوقت عن انخراطه للتأسيس الفعلي لهذا التعاون. ودعا الى "خلق آلية هيكلية للحوار الاستراتيجي تنعقد بالتداول وفي فترات محددة مسبقا، يباشر فيها كبار المسؤولين جردا شاملا بالنقط والقضايا المطروحة للتشاور وتقديم تصور منهجي وزمني، والنهوض الحازم والجدي بالتعاون المشترك، بما يعود على شعوبنا جميعا بالتقدم والازدهار". وقال إن "كل ذلك من شأنه إغناء المنتدى بخلق جسور ومنافذ للتعاون على أسس تبادل الخبرات وتكنلوجيات المعلومات والاستثمارات المباشرة والمتبادلة والمشاريع المشتركة في كلا الفضائين العربي والصيني". وأشاد بانعقاد هذه الدورة في الصين، معتبرا أنها حلقة جديدة ستنضاف الى "جهودنا المتواصلة والمثمرة لبناء صرح التعاون العربي الصيني على أسس صلبة مشكلة من الاحترام المتبادل والحوار البناء والسعي لنشر السلم والأمن واستكشاف الأفق الذي يتيح لنا إغناء رصيد المنجزات، التي حققناها لتنمية بلداننا وتوطيد أكثر لعلاقات شعوبنا". يذكر أن الوفد المغربي المشارك في أشغال هذا المنتدى ضم كلا من السادة محمد أزروال السفير المفتش العام لوزارة الخارجية والتعاون، وجعفر حكيم لعلج سفير جلالة الملك ببكين، وعبد الرحمان الإدريسي المستشار الديبلوماسي لوزير الخارجية، ومحمد فرحات المستشار بسفارة المغرب ببكين. وستعقد الدورة المقبلة من المنتدى، الذي يعمل كمجال لتبادل وجهات النظر بين الصين والدول العربية وتعزيز التعاون متبادل النفع بينهم فى السياسة والاقتصاد والتجارة والثقافة والتكنولوجيا والشؤون الدولية، في العام 2012 بتونس. وكان الاجتماع الوزاري الأول للمنتدى قد عقد في مقر جامعة الدول العربية فى سبتمبر عام 2004، وتم خلاله إصدار إعلان مشترك وتبني خطة عمل، وعقد الاجتماع الثاني فى بكين عام 2006، واختتم بالتوقيع على أربع وثائق هي برنامج العمل خلال الفترة ما بين 2006 و2008 وبيان وخطة تعاون فى مجال البيئة، ومذكرة تفاهم لعقد مؤتمر بين رجال الأعمال الصينيين والعرب. وعقدت الجلسة الثالثة للاجتماع الوزاري في العاصمة البحرينية المنامة عام 2008 وشهدت المصادقة على بيان وخطة برنامج العمل خلال الفترة ما بين 2008 و2010. كما تم عقد اجتماعات اخرى رفيعة المستوى فى اطار عمل المنتدى الذى شهد تطبيق سلسلة من مشروعات التبادل تشمل اقامة مهرجان فنى عربى فى بكين ومنتدى حوار الحضارات الصينى العربى ومؤتمر الصداقة الصينية العربية ومؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب.