أجمعت عدة شخصيات أن الراحل عبد العزيز مزيان بلفقيه الذي ووري جثمانه الثرى اليوم الثلاثاء بتاوريرت، يعتبر من رجالات المغرب الذين خدموا بلدهم بإخلاص وتفان، مبرزين أن الفقيد كان يمتاز بالخلق الطيب والحنكة والاقتدار في ما يناط به من مسؤوليات. ففي شهادات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء خلال مراسيم تشييع جثمان المرحوم مزيان بلفقيه بمقبرة الرحمة بمسقط رأسه مدينة تاوريرت، قال السيد عباس الجراري مستشار صاحب الجلالة ببالغ التأثر إن الفقيد كان رجل دولة متميزا وأحد خدام العرش والوطن الأوفياء، إضافة إلى أنه كان المسؤول الذي واكب المشاريع الكبيرة والمهام الصعبة، وكان في كل ذلك يتميز بالخلق الحسن ودماثة الشمائل، متحليا بصفات الهدوء والاتزان والرصانة في ابداء الرأي واتخاذ المواقف. وأضاف الأستاذ الجراري أن الحرقة تعتصر القلوب في هذه المناسبة الأليمة لفقدان هذا المسؤول الوازن، "ولكن بقلوب خاشعة نقبل قضاء الله وقدره في هذا المصاب الجلل". من جهته، أكد السيد عمر القباج مستشار صاحب الجلالة أن الراحل مزيان بلفقيه كان يمتاز بالخلق الطيب والحنكة والاقتدار في ما يناط به من مسؤوليات، "فبرحيله يفقد المغرب أحد أبنائه البررة متفانيا في خدمته دون كلل ولا ملل". من ناحيته، قال السيد محمد الكتاني مكلف بمهمة بالديوان الملكي أن الراحل كان يمثل ركنا من أركان الدولة المغربية في مرحلة من تاريخها الحديث بقيادة جلالة الملك محمد السادس، معتبرا أن فقدانه خسارة لوطنه على جميع المستويات. أما السيد محمد اليازغي وزير الدولة، فقال إن رحيل مزيان بلفقيه خسارة كبرى لبلده، " فقد كان معروفا بكفاءته العالية وحرصه على إتقان دراسة الملفات التي تناط به من طرف جلالة الملك". "كان إنسانا مستقيما" يضيف السيد اليازغي، "ونزيها همه الأول والأخير هو خدمة الصالح العام كما كان معروفا بتواضعه واحترامه للآخرين حتى اولئك الذين كانوا يختلفون معه في الرأي". وقال السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية في تصريح مماثل إن الراحل مزيان بلفقيه كان وفيا لثوابت الأمة ومقدساتها ولملكه ولشعبه، وكان مثالا للرجل الذي أفنى عمره واستثمر معرفته في إرساء عدد من أسس التنمية من حيث المنهج والانجاز. وكان الراحل مزيان بلفقيه، يقول الوزير، "روحا عاملة وفاعلة، إنسانا صادقا إذ كان يعتبر أن الصدق أساس الإيمان فكان متحليا بصفات وشيم حميدة عمل بها في خدمة أمته بتفان وصدق، لذلك كانت تناط به مسؤولية الاشراف على العديد من الملفات الكبرى"، مبرزا أن الملف الذي كان يعتز بالاشراف عليه هو تكليفه بملف التربية والتكوين. من جانبها، صرحت السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والاسرة والتضامن ببالغ الحسرة والأسف أن وفاة الاستاذ مزيان بلفقيه تشكل كما يجمع على ذلك كل من عرفه، خسارة للمغرب الذي فقد فيه رجل الدولة الاستثنائي بكل المقاييس بما كان يتوفر عليه من قدرات كبيرة حيث وهب حياته لبلده ومواطنيه. وأشارت السيدة الصقلي إلى أن الراحل عمل بكل ما تأتى له من امكانيات على النهوض بأوضاع التعليم، مضيفة أن قطاع التنمية الاجتماعية كان حاضرا بقوة في كل انشغالاته وعمله سواء في مجال الفلاحة أو التربية والتعليم، كما أنه كان قريبا من اهتمامات الفئات المعوزة. أما السيد خليهن ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية فقال في شهادته إن الراحل يعتبر من رجالات المغرب الذين خدموا بلدهم باخلاص وتفان، " لذلك فالمغرب خسر برحيله رجلا مقداما في عمله، رجلا واكب بكل مسؤولية في العقود الثلاثة الماضية مراحل التنمية الأساسية التي عرفها المغرب في مختلف المجالات من سدود وفلاحة وطرق سيارة، اضافة الى إشرافه على ملفات مهمة من بينها ميثاق التربية والتكوين". وأضاف السيد ولد الرشيد أن الراحل كان مدرسة قائمة الذات بالنسبة للأجيال القادمة في ما يتعلق بالمهنية والاخلاص في العمل. وأكد السيد أحمد لحليمي المندوب السامي للتخطيط، من جهته، أن الفقيد كان رجل النزاهة والكفاءة والمثال الوفي الذي يحترم صداقاته وأصدقاءه".