أكد السيد محمد لوليشكي السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، أمس الثلاثاء، أنه من التضليل ادعاء مكافحة الإرهاب الذي يستهدف منطقة معينة بالجهود الفردية. وقال السيد لوليشكي خلال نقاش بمجلس الأمن خصص لتقديم أنشطة لجان المجلس المعنية بالعقوبات المفروضة على تنظيم القاعدة وحركة طالبان، ومكافحة الإرهاب، إن "التجربة أثبتت بشكل واضح أنه أمام أهمية وتعقد الإمكانات التي من شأن المجموعات الإرهابية حشدها، فإنه من التضليل ادعاء مكافحة الإرهاب الذي يستهدف منطقة معينة بواسطة الجهود الفردية أو بالتعاون مع مجموعة من الشركاء وإقصاء آخرين". وأضاف أنه "إذا كان المجهود الذي يبذل على الصعيد الدولي قصد مواجهة تحدي الإرهاب أساسيا ويتعين أن يتواصل من دون هوادة، فإن فعاليته وفاعليته تمران بالضرورة عبر إرساء وتنفيذ تعاون إقليمي وشبه إقليمي ممنهج ومن دون ثغرات". وأبرز الدبلوماسي أنه "لا غنى عن هذا التعاون، الذي يعد صلة الوصل الحاسمة التي تربط التدابير الوطنية بجهود المجتمع الدولي، وخاصة في المناطق التي تعتبر أهدافا معلنة للمجموعات الإرهابية ومختلف المهربين الذين يدعمونها". وشدد على أن "هذا التعاون لا يمكن أن ينجح إلا بانخراط جميع الأطراف المعنية بدون استثناء". وأضاف أن "المغرب العربي، المنطقة التي تنتمي إليها المملكة والساحل، المنطقة المجاورة لا يزالان عرضة لأعمال إرهابية، تثبت للأسف مرة أخرى، بأن التهديدات الإرهابية التي تؤثر على أمن هذا الفضاء لا تزال غير مستبعدة، وأن الجهود الوطنية، على مدى أهميتها، تبقى غير كافية ما دامت لا تبذل في مناخ من الشراكة الفعلية والثقة المتبادلة بشكل يساهم في إقرار تعاون إقليمي ودولي دائم وفعال وشامل. وأكد السيد لوليشكي أن المغرب، الوفي بالتزاماته منذ البداية لمكافحة الإرهاب، أي منذ عام 1979 ، تاريخ إدراج هذا البند على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، لن يدخر أي جهد لتقديم مساهمته لكافة المبادرات الصادقة التي من شأنها أن تدعم العمل الجماعي سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي لمكافحة واستئصال هذا التهديد. وقال إن هذا الالتزام تمليه قناعة راسخة بأن الإرهاب يظل ظاهرة معقدة، وبالتالي فإن الجهود المبذولة لإستئصاله يتعين حتما أن تستند على عمل متناسق، بما في ذلك معالجة أسبابه العميقة.